للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب المشارفة والانتقاد]

٧٦ - تاريخ الموصل

الجزء الثاني

اقتنيت في هذا اليوم، نسخة من الجزء الثاني من كتاب تاريخ الموصل، الذي ظهر في عالم النشر حديثا، لحضرة القس الفاضل سليمان الصائغ فاغتنمت من اويقاتي خلسة، تصفحت فيها مباحثه عن العصر التركي تصفحا مجملا، فوجدت في غضونه طفرات، فلاح لي أن اكتب حوله ما يأتي:

أني اشكر لحضرة صديقي المؤلف عنايته بتاريخ مسقط رأسي الذي كان بناء هيكلي من ترابه، لكني لا أحجم عن التصريح بحقيقة قد تكون مرة المذاق؛ غير أني أتوقع من القس الفاضل أن يتلقاها من صديقه حلوة، بالنظر إلى ما أعهده فيه محبة الحقيقة.

إن في التأليف نواقص جمة، ولاسيما ما يتعلق بالتراجم، وأخص أسباب هذه النواقص، أن أقارب أصحاب التراجم قبضوا أيديهم عن إمداده بما يعينه على كشف اللثم، أما ميلا إلى الخمول، أو كسلا، أو عدم تقدير لتخليد ذكر الرجال، وإما لدواع أخرى لا محل لسردها. وقد رأيت لحفدة أرباب التراجم واقاربهم، عذرا ممهدا، بعد أن رأيت جباة صفحات الكتاب من رقم ١٣٨ إلى رقم ١٧٦ مرسوما عليها هذه العبارة (علماء الآرامية) مع أن هذه الصفحات مشحونة بتراجم علماء المسلمين وأدبائهم، وليس فيها من تراجم الآراميين ما يملأ أكثر من صحيفتين فليت شعري على أي سنة جرى في إدماج الكثير في القليل؟ لا جرم أن أرباب التراجم خافوا على تراجمهم أن تقع في غير مواقعها، ولابد أن الذين أسعفوه وقدموا إليه شيئا منها ندموا على ما فعلوه فليته تدارك الفارط واعتذر بأن هذا خطأ مطبعي!

<<  <  ج: ص:  >  >>