للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[محراب جامع الخاصكي]

كتب أحمد زكي باشا في أهرام ١٥يونيه (حزيران) ١٩٢٨ مقالا في حلب الشهباء تعرض فيه لذكر (محراب جامع الخاصكي) فوقع في أوهام ما كنا نود أن نراها في مثل سعادته. وهذه عبارته:

(على أن الإنكليز في بغداد، أرادوا أن يبذوا أبناء باريس في الاستئثار بأجمل المحاريب الإسلامية.

فقديما، سلبوا أبدع منبر من الرخام كان عندنا بالقاهرة، في جامع قايتباي.

وقد رأيته (أنا أحمد زكي) في متحف سوث كنسنجتون، بمدينة لوندرة، سنة ١٣١٠هـ (سنة ١٨٩٢م). وقد أرسلت إليه سهوما (؟ كذا) بل سموما من نواظري كانت تكفي لسحقه، لولا إنه من أفخر المرمر، فلم يتأثر ذلك الحجر. بذياك النظر!

وحديثا، أراد الإنكليز أيضاً، بعد انتدابهم في العراق (أي للعراق)، أن تزدان لوندرة بمحراب من المرمر الأثري الفريد في بابه، أرشدهم إليه الوزير العلقمي الجديد، لينال الحظوة عندهم على حساب دينه وقومه ووطنه. . . وذريته أيضاً.

ذلك المحراب هو الذي سرقوه ليلا من جامع (الخاصكي) القائم بمحلة رأس القرية في بغداد.

ولكن الأسود الأشاوس الذين تحدروا عن (حمورابي) وعن قحطان وعدنان، والذين تجددت فيهم النخوة العربية على عهد هارون والمأمون والمعتصم، قامت قيامتهم. فكانوا كالبنيان المرصوص، وصاحوا صيحة واحدة خلعت النفوس من الصدور، وكانت لهم غضبة آشورية يعربية، فلم تسكن سورتهم، ولم تهدأ ثورتهم، حتى أعادت الحكومة محرابهم إلى موضعه بجامع الخاصكي، كما كان وهو اليوم يشرف من الناحيتين على الرافدين. (كذا بحرفه)

(بهذه المثابة تقدمت بغداد للعالم العربي، منذ ثلاثة أعوام، بموعظة ردد

<<  <  ج: ص:  >  >>