للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مأتم أمة]

رثاء سعد زغلول

سامح شجي مدامعي ونواحي ... طاحت بموتك دولة الإصلاح!

يا ذاهباً وفي كل نفسٍ بضعة ... من روحه خلدت في الأرواح!

من كان يبلغ ما بلغت إذا نأى ... يبكي كما يبكي الغروب الضاحي

والشمس تضحك للدموع ونورها ... يهتز بين تعاتب وتلاح

نحن الذين نخاف عند مغيبها ... من عالم الأوهام والأشباح

وهي التي تبقى متوجة السنا ... والأرض دائرة دوار فلاح

قسماً بقدرك ما رحلت مودعاً ... لكن ذهبت إلى جديد صباح!

ستعيش في شتى المظاهر واهباً ... للنور والإلهام والإفصاح

فإذا بكيت فما بكيتك جوهراً ... لكن بدمع للتخاذل ماح

وإذا توهمت الفضائل يتمها ... عذراً، فجسمك هيكل الصلاح

ماذا؟. . . أتنعى أنت يا علماً له ... علم على الحق المسيطر ضاح؟!

أتظن ميتاً والعقول شهيدة ... بوجودك المتألق الوضاح

ما مات من أحيا كرامة أمة ... وأعز دولتها بغير سلاح

الواحد الجبار عند رسوخه ... للحق يطرد جيشه ويلاحي

والدائم النظرات في تعليمه ... وكأنه سور من (الإصحاح)!

سير يدبجها (الخلود) مناحه ... وتخط بين جنازة الرواح!

<<  <  ج: ص:  >  >>