للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

آمال أمتك الحزينة مثلت ... بصنوف أهليها وبالفلاح

فكل طائفة عرفت مواسياً ... ودموعها وافتك غير شحاح

في موكب وجم (الزمان) حياله ... فمضى بحقبته كعصف رياح!

لم يدر فيه الخلق كيف تصرفت ... ويلاته فمضوا إلى الشراح

يمشون في نسق المنظم سيره ... وهو العثور برزئه الفداح

وتنكس الأعلام حولك من أسى ... وهي في حيتك في الأفراح

والناس تلجأ إلى الصموت ولم تكن ... وترضى بغير تهافت وصياح

وسماع صوتك يا خطيباً عمره ... خطب سمون بأشرف الأوضاح!

سكتوا، ومن بين الجوانح ناطق ... سكرى، وفي كل وفائك صاح!

صرعى المصاب، وما تملك حسهم ... عسف وأسرى في انطلاق سراح

والجند مثل الشعب ليس لصبرهم ... حكم على شجن لهم مجتاح

تجري الفجيعة في خطوط وجوههم ... جري الدموع على خدود ملاح

وينوء أبطال دعوك فلم تجب ... بعظيمة الآلام والأتراح

يمشون كالأسد المكبل صاغراً ... في ذل أوجاع وعز وكفاح!

لله هذا اليوم!. . . كيف يهزني ... هزاً، ويسقيني أمر الراح

بتعاسة المحروم من أحلامه ... وشقاوة المسموم بالأقداح

في موقف المنصور خلف رئيسه ... والطائر المأسور دون جناح

والشعر يجري في دموع يراعتي ... جري السواد على ربى وبطاح

ليس عليك اليوم (مصر) حدادها ... من بطن تربتها إلى الادواح

وأبت شراب (النيل) وهو بحمرة ... فيها دلالة حزنه السحاح

<<  <  ج: ص:  >  >>