للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأى الثورة الكبرى فسل يراعه ... بتحطيم أغلال وفك رقاب

وما الشرق إلا أسرة أو عشيرة ... تلم بنيها عند كل مصاب

سلام على شيخ الشيوخ ورحمة ... تحدر من أعطاف كل سحاب

ورفاف ريحان روح ويغتدي ... على طيبات في الخلال رطاب

وذكرى وإن لم ننس عهدك ساعة ... وشوق وإن لم نفتكر بإياب

وويح السوافي هل عرضن على البلى ... جبينك أم سترته بحجاب

وهل صن ماء كان فيه كأنه ... حياء بتول في الصلاة كعاب

ويا لحياة لم تدع غير سائل ... أكانت حياة أم خلية داب

وأين يد كانت وكان بنانها ... يراعة وشيء أو يراعة غاب

ولهفي على الأخلاق في ركن هيكل ... ببطن الثرى رث المعالم خابي

نعيش ونمضي في عذاب كلذة ... من العيش أو في لذة كعذاب

ذهبنا من الأحلام في كل مذهب ... فلما انتبهنا فسرت بذهاب

[العقل وأصل اشتقاقه]

ذكر صاحب تاج العروس سبب تسمية العقل بهذا الاسم وسر اشتقاقه، أو أصل اشتقاقه من مادة ع ق ل، فقال ما هذا حرفه: (واشتقاقه من العقل، وهو: المنع لمنعه صاحبه مما لا يليق، أو من المعقل، وهو الملجأ، لالتجاء صاحبه إليه كذا في التحرير لابن الهمام. وقال بعض أهل الاشتقاق: العقل أصل معناه: المنع، ومنه العقال للبعير، سمي به لأنه يمنع عما لا يليق قال:

قد عقلنا والعقل أي وثاق، وصبرنا والصبر مر المذاق). اهـ. وقد راجعنا كتبا كثيرة في هذا المعنى فرأينا أصحابها لا يخرجون عن القول بأحد هذه الآراء. ونحن لا نرى هذا الرأي والذي عندنا أن أصل معنى (العقل) هو العين: لأنه عين النفس وباصرتها، ثم مات المعنى المادي وبقي المعنى المجازي. يشهد على ذلك أن اللاتين يسمون العيون والعقل باسم واحد هو (عقل)

<<  <  ج: ص:  >  >>