للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الحامض وأنواعه]

عند الفرنسيين ثلاثة ألفاظ مختلفة تدل على الحامض وهي آسيد واكسيد واغر وهذه الألفاظ الثلاثة يحسن بنا أن نشرحها قبل أن نذكر لها ما يقابلها في لساننا. (فالأسيد) في اصطلاح علمائهم: مركب يتقوم من المميه (الهيدروجين) ومن خاصيته أنه يحمر زرقة التنوم (دوار الشمس) ويولد أملاحا ومبدلا المعدن بالمميه الداخل في تركيبه.

و (الأكسيد) في مصطلحهم: مركب ينشأ من اختلاط جسم بسيط بالمحذي (الأكسجين).

و (الأغر) كلمة عامة المعنى تشمل كل ما يلذع اللسان.

أما في لغتنا العربية فلا نجد لهذه الأحرف الثلاثة في معاجمنا الإفرنجية العربية إلاّ كلمة واحدة: (الحامض) وقد أدخل بعض المعربين من أهل سورية ومصر وبعض الديار العربية الأخرى كلمة (الأكسيد) الدخيلة. وأبدلها آخرون ب (الحمض) كما فعل الترك وبعض المعربن الذين نقلوا عملهم عن الترك، - وأما (الأسيد) فأتفقوا على وضع كلمة (حامض) في ما يقابلها عندنا. وكذلك ترجموا كلمة (أغر).

ورأينا أن يتخذ لكل كلمة إفرنجية كلمة عربية تميز إحداها عن صاحبتها فالأسيد الأفرنسية من أصل لاتيني هو وهذه منقولة عن لغتنا في العصور المترامية في القدم. فإنك أن حذفت من آخرها علامة الرفع أي يبقى عندك التي ليست شيئاً آخر سوى (آخذ) العربية بمعنى حامض وذلك أن الخاء كثيرا ما يختلف في نقلها إلى اللغات الغربية ومن جملتها إلى فقد قال الفرنسيون يريدون الخلاف (الشجرة) والخليفة والخروب (الشجرة) ولهذا نفضل أن نضع في العربية الآخذ.

وأكسيد الفرنسية مشتقة من اليونانية وهي نفس (الأخذ)

<<  <  ج: ص:  >  >>