كنا ذكرنا في لغة العرب (٨: ٦٧) أن الأستاذ المحامي، رفائيل أفندي بطي أنشأ في ٢٥ ت١ (أكتوبر سنة ١٩٢٩) جريدة سماها (البلاد) فلم يمض على بروزها تسعة أيام حتى نشرت مقالة للشاعر الشهير معروف الرصافي فحكم على صاحب (البلاد) بأداء جزاء قدره خمسمائة ربية (نحو أربعين ليرة إنكليزية) وبعد ذلك ظهر في الصحيفة المذكورة مقالات لجماعة من الأدباء حاكمته عليها الحكومة في أوقات مختلفة وأغلقت جريدته فأصدرها باسم (صوت العراق) في ١٠ أيار وبعد ذلك عادت جريدته إلى الظهور باسم (البلاد)، ثم حجبت مرة ثانية فظهرت باسم (التقدم) في ٢٣ تموز (يوليو) ١٩٣٠ و (بالجهاد) في ٢٧ منه و (بالشعب) في ٢٧ آب (أوغسطس) و (بالزمان) في ٣١ منه و (بنداء الشعب) في ٢ت٢ (نوفنبر) وقبل أن تبرز (نداء الشعب) كانت الحكومة قد حكمت على الأستاذ بطي بالحبس إلى مدة ستة أشهر بتهمة الطعن بصاحب الجلالة ملكنا المعظم، ثم أنقصت محكمة الاستئناف تلك المدة وأنزلتها إلى شهرين. وفي ١٤ ك١ (ديسنبر) ذكرت (نداء الشعب) أن محكمة التمييز قررت في جلستها المنعقدة نهار السبت ١٣ ديسنبر بإجماع الآراء تبرئة سماحة الأستاذ وإلغاء قرار التجريم فخرج من السجن عصر اليوم المذكور فنهنئه بالفوز والسلامة والتبرئة.
ومن الجرائد التي حكم عليها بالاحتجاب (الرافدان) و (الاستقلال) و (صوت الشعب) و (صدى الاستقلال) إلى غيرها، وكل ذلك في المدة التي لم تصدر مجلتنا بأخبارها بسبب وضع الفهارس، فعسى أن تكون هذه السنة الجديدة سنة إطلاق الحرية للصحف والآراء غير الضارة بالمجتمع ولا بالأديان ولا بمنفعة الحكومة.
٢ - قدوم مستشرقين
قدم إلى حاضرتنا الدكتور فيشل الألماني في العقد الثاني من ت١ (أكتوبر)