إنَّ خبر مقتل والده دعاه إلى أن ينهض على الحكومة بتاريخ ١١٨٣ هـ كما تقدم. وهذه أول معاناته للسياسة العدائية، وقيامه على الحكومة العثمانية، فاشترك أخوته معه، وبقيت نتائج هذا الحادث مجهوله، والظاهر أن المناوأة بقيت إلى أيام الطاعون عام ١١٨٦ هـ وما يليها، حتى تدهور هذا الوزير واختل أمره في كل صوب وكان الشاويون عليه أكبر من الطاعون، ودامت أيام الطاعون من أوائل شعبان سنة ١١٨٦ إلى أواخر المحرم من سنة ١١٨٧ هـ. (راجع دوحة الوزراء).
ثم وقعت حروب وفتن داخلية وغير داخلية أي مع العجم، زمن حكومة عبد الكريم خان الزند، أنست مصاب والده، ودعت إلى تقربه من الحكومة بعد أن زال الوالي وشفي غليلهم بقتله. وأخذت الحكومة نفسها تستعين به في الأخطار التي انتابتها من كل صوب، فقام في هذه الأحيان لمصلحة الحكومة بما كان يمدح عليه. فهو قوة على الناهضين للإفساد والشغب، مراعياً سياسة الإدارة وإرضاءها بما استطاع من حول، ورأى المصلحة الحقيقية تدعو إلى ذلك واخوته معه قوة لا يستهان بها.
ونظراً إلى ما كان له من نفوذ ومكانة، أستصرخه الببتوشي في وقعة العجم، واستيلائهم على البصرة، وحرضه على استعادتها، وقد أورد صاحب مطالع السعود ما مؤداه:
(إن البصرة كان قد حاصرها العجم بعد سنة ١١٨٨ هـ لمدة نحو سنتين، ثم استولوا عليها وأسروا متسلمها سليمان أغا. وفي أثناء بقائها بيد العجم،