للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الراية واللواء وأمثالها]

الراية هي العلم ويقال فيها (الغاية) كما في قول عنترة العبسي بمعلقته:

ربذ يداه بالقداح إذا شتا ... هتاك (غايات) التجار ملوم

قال أبو زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي الراوي لهذا البيت: (ربذ: أي خفيف والغايات: الرايات، والتجار: أهل الخمر، ملوم: الذي يكثر لوامه على أنفاق ماله) وقيل: (الغاية: الراية المنصوبة). ونحن نعتقد أن اصلها خرقه تجعل على قصبة، وتنصب في آخر المدى الذي تنتهي إليه المسابقة؛ ومن ذلك ما في قول الإمام علي - ع - يصف الإسلام: (رفيع الغاية، جامع الحلبة) ويقال للراية أيضاً: (الحقيقة). كما في قول عنترة:

ومشك سابغة هتكت فروجها ... بالسيف عن حامي الحقيقة معلم

قال أبو زيد القرشي: (المشك: المسمار، والحقيقة: الراية) وكذلك ما في مختار الصحاح. ويقال أن الراية في الأصل مهموزة، لكن العرب آثرت ترك الهمز تخفيفاً ومنهم من ينكر هذا القول ويقول: لم يسمع الهمز ومن ينعم النظر في بيت عنترة الأول يعلم أن الخمارين في الجاهلية كانوا يضعون لتجارتهم رايات، وكان للبغي الرقحاء في الجاهلية راية أيضاً، قال معاوية بن أبي سفيان لأبي يزيد عقيل بن أبي طالب - رح - (يا أبا يزيد فما تقول في؟). قال (دعني من هذا) قال معاوية (لتقولن) قال: (أتعرف حمامة؟) قال (ومن حمامة يا أبا يزيد؟) قال: (قد أخبرتك) ثم قام فمضى، فأرسل معاوية إلى النسابة فدعاه، فقال له: (من حمامة؟) قال النسابة (ولي الأمان) قال: (نعم) قال (حمامة: جدتك أم أبي سفيان كانت بغياً في الجاهلية صاحبة راية). فقال: معاوية لجلسائة: (قد ساويتكم وزدت عليكم فلا تغضبوا)، وكان عقيل قد ثلب أنسابهم واحداً واحداً لبادرة سيئة بدرت منهم إليه وكان نسابة علماً.

قال الطرحي في مجمع البحرين: (الراية: هي التي يتولاها صاحب الحرب

<<  <  ج: ص:  >  >>