للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فوائد لغوية]

الحجون خلال القرون

١ - تمهيد

أواصل البحث منذ سنين طويلة في اللغتين اليونانية والعربية عن الصلة التي تجمع بينهما. فأنتج لي بحثي خلاف ما أنتجه لعلماء الغرب، أي أن بين اللغتين صلات وثيقة لا تنكر. وفي اغلب الأحيان لا يفسر الألفاظ اليونانية إلا الوقوف على أسرار اللغة العربية. هذا إذا كانت الألفاظ اليونانية قديمة وكانت تلك الألفاظ نفسها عريقة في لغتنا أيضا. نقول ذلك عن الحروف الثنائية الهجاء في اللغتين أو عن التي ترد بعناء إلى مقطعين إذا أنعم الباحث نظره في الصلة الجامعة بين اللسانين. وقد يعكس الأمر إذا كانت الكلم العربية مولدة أو علمية أو كثيرة الاهجية (المقاطع) ففي اغلب الأحيان تكون دخيلة أو منحوتة أو مزيدا فيها حرف أو حرفان أو ثلاثة تفيد فائدة جديدة لا ترى لو بقيت تلك الكلمة على حروفها الأولى.

ومما هو غريب في هذا الباب أن السلف قد حفظ ألفاظا لم يبق لها معنى اليوم وكان لها معنى أو معان في السابق، ولا يعرف إلا من مقابلة اللغات ففي الألفاظ السامية الوضع، ينظر إلى معانيها في اللغات الأخوات، وفي الألفاظ الفارسية الأصل ينظر إليها في اللغات الآرية ولا سيما في الفارسية، وفي ما عدا ذلك تقابل بالألفاظ اليونانية.

وقد كشف لي هذه المقابلة أسرار عجيبة، وأنا اذكر هنا مثالا من أمثلة محفوظة عندي بالمئات لا بالعشرات. من ذلك الحجون:

٢ - الحجون عند السلف

(الحجون جبل بأعلى مكة عنده مدافن أهلها. وقال السكري: مكان من

<<  <  ج: ص:  >  >>