للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أعلام قصيدة أخت الوليد بن طريف]

١ - توطئه

أجود أشعار العرب مراثيها. والقصيدة التي رثت بها الفارعة أو فاطمة أو ليلى بنت طريف بن الصلت بن طارق بن سبيجان بن عمر بن مالك الشيباني أخاها الوليد بن طريف الشاري راس الخوارج في خلافة هرون الرشيد من هذا الجيد المروي يدلك على ذلك اهتمام اللغويين والمتأدبين بها واستشهادهم ببعض أبياتها، وأول ما اتصل بنا من هذه القصيدة بيتان نقلهما أبن جرير الطبري المتوفي سنة ٣١٠هـ (٩٢٢م) في عرض كلامه على مقتل الوليد في حوادث سنة ١٧٩هـ ٧٩٥م إذ يقول:

(وفيها رجوع الوليد بن طريف الشاري إلى الجزيرة واشتدت شوكته وكثر تبعه فوجه الرشيد إليه يزيد بن مزيد الشيباني فراوغه يزيد ثم لقيه وهو مغتر فوق هيت فقتله وجماعة كانوا معه وتفرق الباقون فقال الشاعر:

وائل بعضها يقتل بعضاً ... لا يفل الحديد إلا الحديد

وقالت الفارعة أخت الوليد:

أيا شجر الخابور مالك مورقا ... كأنك لم تجزع على أبن طريف

فتى لا يحب الزاد إلاَّ من التقى ... ولا المال إلاَّ من قنا وسيوف

واعتمر الرشيد في هذه السنة في شهر رمضان شكراً لله على ما أبلاه في الوليد ابن طريف فلما قضى عمرته انصرف إلى المدينة فأقام بها إلى وقت الحج ثم حج بالناس فمشى من مكة إلى منى ثم عرفات وشهد المشاهد والمشاعر ماشياً ثم أنصرف على طريق البصرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>