وأما الواقدي فأنه قال (لما فرغ عمرته أقام بمكة حتى أقام للناس حجتهم) إلا، ويأتي بعده ما نقله أبن عبد ربه المتوفي سنة ٣٢٨هـ ٩٤٠م الذي يقول:
(وقالت أخت الوليد بن طريف ترثي أخاها الوليد بن طريف):
فيا شجر الخابور ما لك مورقاً ... كأنك لم تجزع على ابن طريف
فتلا لا يريد العز إلاَّ من التقى ... ولا المال إلاَّ من قنا وسيوف
فقدناه فقدان الربيع فليتنا ... فديناه من ساداتنا بألوف
خفيف على ظهر الجواد إذا غدا ... وليس على أعدائه بخفيف
عليك سلام الله وقفا فأنني ... أرى الموت وقاعاً بكل شريف
وقد ساق أبو الفرج الأصبهاني المتوفي سنة ٣٥٦هـ (٩٦٧م) قصة الوليد بن طريف الشاري بعد أن نسب تلك المرثية إلى ليلى أخت طريف ونقلها على الوجه الأتي:
بتل نباتي رسم قبر كأنه ... على علم فوق الجبال منيف
تضمن جوداً حاتميا ونائلا ... وسورة مقدام ورأى حصيف
ألا قاتل الله الجثا كيف أضمرت ... فتى كان بالمعروف غير عنيف
فان يك أرداه يزيد بم مزيد ... فيا رب خيل فضها وصفوف
ألا يا لقومي للنوائب والردى ... ودهر ملح بالكرام عنيف
وللبدر من بين الكواكب إذ هوى ... وللشمس همت بعدة بكسوف
أيا شجر الخابور مالك مورقاً ... كأنك لم تحزن على أبن طريف
فتى لا يحب الزاد إلاَّ من التقى ... ولا المال إلاَّ من قنا وسيوف
ولا الخيل إلاَّ كل جرداء شطبة ... وكل حصان باليدين عروف
فلا تجزعا يا أبني طريف فأنني ... أرى الموت نزالاً بكل شريف
فقدناك فقدان الربيع وليتنا ... فديناك من دهمائنا بألوف
وعاد فروى البيت السابع والبيت الثامن من هذه القصيدة وعززهما بالتاسع ولكنه نقله على هذا الوجه: