للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشرقية الأهوية في العراق، ساعدته حينئذٍ البيئة على النمو فيأخذ بالتوالد والتكاثر بسرعة غريبة ويسبب خسائر عظيمة لأصحاب الزراعة. والحييوين الذي يفرز هذه المادة الصمغية يسمى (المن) بالعربية وبالفرنسوية والضرر ينتج من أن هذا الحييوين الذي يفرز هذه المادة الصمغية فيطلى بها مسام الأوراق والأغصان. وكما أن هذه المسام هو لازمة الحياة أعضاء الأشجار لزومها في الإنسان والحيوان فإذا سدت امتنع التنفس وأمتنع أيضاً سير الماء في داخل الأنبتة والأشجار، فينشأ حينئذٍ نوع من الاختناق يودي بها إلى الذبول والموت. فعسى أن ينتبه العقلاء إلى هذا الخطر ويدفعوه عنهم بأقرب وقت وأنجع وسيلة. (لوجيه بك صاحب النبذة المذكورة)

[خواطر في المنتفق وديارهم]

وقع بيدي نهار أمس العدد السادس من مجلتكم (لغة العرب) فرأيت في مقالة حسناء مذيلة باسم الشيخ محمد رضا الشبيبي الكاتب النجفي الشهير، وعنوانها (حول المنتفق) فبدا لي في أثناء مطالعتها بعض الخواطر فأحببت أن أبديها للقراء لاعتقادي المكين أن حضرة الكاتب ممن لا يخاف التعقيب على كلامه؛ لاسيما وقد قال في مستهل مقاله انه ممن (يرغب في الوصول إلى الحقيقة التي كثيراً ما توجد في وسط الاختلافات)

قال حضرة الشيخ الكاتب: (كانت تتجاذب طرفي الفرات الأدنى منذ عهد غير قريب عميرتان من أكبر عمائر العراق وهما: خزاعة. . .) ونسي ذكر الثانية التي هي عميرة المنتفق. ولعله أغفلها عمداً لاشتهار أقامتها في تلك الربوع، وقد مر عليها في مطاوي البحث في صدره وحشوه وآخره.

وقال حضرته: إن الغراف لم يكن في الأزمنة الخالية من ديار المنتفق وقد صدق. وأزيد على ذلك: إن ديار ربيعة تمتد حتى اليوم إلى نحو نصف المسافة الموجودة بين الحي وقلعة سكر على عدوتي الغراف وقد كانت عميرة ربيعة في صدر القرن التاسع عشر للميلاد محتلة الغراف، ثم وقع نزاع بين عميرتي ربيعة والمنتفق أدى إلى انجلاء أمير ربيعة عن تلك الديار إلى موطن اسمه (شادي)

<<  <  ج: ص:  >  >>