للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب المكاتبة والمذاكرة]

الموسيقى والمزيقة

سيدي الأستاذ العلامة صاحب (لغة العرب)

لمناسبة الفوائد اللغوية التي ظهرت حديثا في مجلتكم الغراء عن أصل كلمة (موسيقي) أتشرف بلفت نظر فضيلتكم إلى ذيل الصحيفة السادسة والستين من قصة (إحسان) حيث ذكرت هذه الملاحظات: (اقتبس العرب اسم (الموسيقي) - بكسر القاف - أو (فن الألحان) من الاسم اليوناني (موزيكي - بكسر الكاف). ولكن أدباء القرن الماضي اختاروا فتح القاف تعريبا للكلمة من اللفظ اللاتيني (موزيكا) وبينهم من عربها (موسيقى) بفتح القاف. ولا نرى مانعا من استعمال الكلمات الثلاث وإن كان لفظ (الموسيقى) - بفتح القاف - أخف على السمع وقد اصبح مألوفا مستحبا في عصرنا، وهو يمنع الالتباس أحيانا بكلمة (الموسيقي بتشديد الياء. . .) الخ.

وقد قرأت بإعجاب ولذة وفائدة بحثكم القيم. فأهنئكم بهذا الجلد العظيم في البحث وبالتعمق في التنقيب والتأمل الطويل، وإن كان من بعض اللغو أن أشير إلى ذلك، فلولا هذه الصفات العلمية الجليلة لما كان (الكرملي) ما نعرف من إكبار ومنزلة وثقة عظمى ببحثه ورأيه وحكمه. ومن الفائدة الكبرى لكل محب للأدب أن يطلع على هذه المباحث النفسية من قبيل العلم، فالعلم غذاء الذهن، ولم يستغن الأديب كيفما كانت نزعته عن مثل هذا الإطلاع المفيد.

وأما عن كلمة (المزيقة) فبودي أن أذكر لفضيلتكم أن نظيرتها العامية الشائعة في مصر منذ أجيال هي (المزيكة)، وغير خاف عنكم الذوق المصري الكثير الميل إلى تخفيف النطق، بحيث أنه كثيرا ما يبدل القاف بكاف،

<<  <  ج: ص:  >  >>