للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يخطر ببالهم إن في قلبها كنوزا لا نظير لها في عالم العلم والتاريخ.

لقد محيت أدب من صحيفة الوجود قبل بضعة آلاف سنة وأصبحت قفرا جرداء فتحولت عنها مجاري الأنهار وسدت الترع فهلك الزرع والضرع وتعطلت فيها أسباب الرخاء والسعادة ولم يسمع في أبنيتها ومنازلها صوت آلات الطرب فتخلى عنها أهلها وهجرها محبوها وباتت تلك الغادة الحسناء كأرملة جالسة على مفارق الطرق تندب حظها وتستعطف المارين بها لإعادة مجدها وإحياء معالم الحضارة في ربوعها ولكن كان ذلك كله عبثا فقد قضى الزمان الخؤون بأن تستأصل شأفة المدنية منها فتصبح مأوى للهوى وبنات آوى ومجثما للبوم تنعق في آكلها وتمسي مكمنا للسفاكين الهاربين من وجه العدل ومرصدا لقطاع الطرق الذين يعيثون في الأرض فسادا.

هذا ولم يقم لها أحد المؤرخين ذكرا حتى وفدت على ديار العراق بعثة جامعة شيكاغو وقامت بأعمال الحفر والتنقيب فكشفت النقاب عما حوته من الآثار النفيسة والتحف المستظرفة وأنبأت عشاق التاريخ بعلو منزلتها في الحضارة منذ بزوغ فجر التاريخ في سماء المدنية والعمران.

بغداد: رزوق عيسى

[وزن الفعل الثلاثي بتداخل اللغتين]

قال في مختار الصحاح (فضل بالكسر يفضل بالضم وهو شاذ لا نظير له) قلت إن (فضل يفعل) بكسر العين في الماضي وضمها في المضارع هو الوزن السابع المجرد الثلاثي الحاصل من تداخل لغتين هما اللغة الرابعة والخامسة، أما قوله (لا نظير له) فيكذبه هو نفسه فقد قال في مادة (نعم) ما نصه (وفيه لغة ثالثة مركبة منهما وهي نعم ينعم مثل فضل يفضل) فالشاهد على وهمه قوله الذي في كتابه. قلت ذلك فضلا عن إنه نقل في كتابه (حضر يحضر) و (نكل ينكل) على ذلك الوزن. ومن العلماء من جعل ل (مت تموت) و (دمت تدوم) اشتركا في ذلك الوزن.

مصطفى جواد

<<  <  ج: ص:  >  >>