حقا إن جزءه الثالث يستحق مركزا لا شك في كونه عظيما، ولا سيما بين قرائه الشرقيين، لما يجمعه الدرس من المسائل التي تهم الكثير منهم فمن بحوث عن بلاد فارس قبيل الإسلام وكذلك عن البلاد العربية، إلى بسط حياة نبي الإسلام، فقيام الدعوة إلى الافتتاح العربي الهائل، إلى أخبار معاوية وقيامه بالحرب ثم بأعباء الخلافة الأموية، إلى غير هذه مما يسد فراغا عظيما، ويؤدي إلى القارئ خدمة واسعة. وقد أحسن البارون العلامة كل الإحسان، أن أتى بطرفة: كافية ولو أنها وجيزة، مناسبة لحالة الكتاب وضخامة موارده الثمينة من تاريخ الفرس قبيل الإسلام وأحسن أيضا، إذ جعلها فاتحة هذا الجزء، ولا سيما أننا في عهد من مستلزماته التفسير الوافي والإيضاح الكافي، الذي لا غنى فيه عن سبق البحث، بنظرة سالفة وجيزة، فالمرء يتنقل هكذا، من الابتداء إلى الانتهاء، فيقف على تطور الحوادث، وتقلبها السريع والبطيء والعوامل التي