للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أدت إليها وهلم جرا، وبذا يلم بأطراف الموضوع جميعه، ومن ثم يلج إلى النتيجة المنشودة. . . وقبل أن أصف شيئا، أبدي تألمي، لما خصني به الطابع والناشر، في هذا الجزء، من سوء التجليد، فأن شطره الأول ويا أسفا قد تداخلت صفحاته الأولى في الأخيرة. واستهلت هذه مكان تلك واستبدت وتعدت باغتصاب مركز غيرها. فأكسبتني تعبا، وأضاعت مني وقتا، فيا لسوء الحظ!! والآن فلنهرول ولنتشل من بين اضطراب الصفحات، وتعانق الأوراق المتباينة المواضيع، شيئا عن دولة الأكاسرة في سلطتها، وعنفوان مجدها حتى القليل قبيل انحلالها فسقوطها في قبضة العرب. . . يحدثنا المؤلف عن كسرى انوشروان وحربه ليستنيانس ثم عن اهتمامه بأمور مملكته الواسعة، وترقيتها وتحصينها في كافة الجهات خوف غارة الأعداء المرتقبة دواما من جانب أعدائه الزرق من نواحي قاف (القوقاس) وسورية، وفي أيامه رتعت فارس

في بحبوحة العيش إذ بملكه الطويل الأجل الذي قارب نصف قرن تقدمت الزراعة وتحسنت طرق القوافل وأنشئت سبل التواصل، فاستحق لقب (العادل) الذي وصفه به نبي الإسلام (مع أنه كان يكره الأعاجم). وأتى هرمز ولده فعكس سياسة والده الرشيدة، ففي أيامه هوجمت بلاد العجم من نواحيها جمعاء. فخان الأتراك هاجمها في ثلثمائة ألف راجل وفارس، وانبراطور الإغريق في ثمانين ألفا. وكذلك شعوب بحر جرجان والعرب أيضا.

فترى أن الإمبراطورية الهائلة أحيط بها من جهاتها الأربع: ولكنه أرسل إلى الأتراك قائدا لبيبا شجاعا يدعى بهرام، الذي بسهم منه أزهق روح خان الأتراك، ومن ثم تفككت عرا هؤلاء، فولوا وتفرقوا جذع مذع ولكن حيث أن هرمز كان طاغية مستبدا بالعظماء والأشراف. وقد أطار من رؤوسهم الشريفة العدد العديد ثاروا عليه بقيادة بهرام هذا فأجبروه على التنازل وبعد مشاحنات بين ولده خسروا أبرويز وبين بهرام الخارج، سافر الأول إلى بوزنطية وحل ضيفا كريما على إنبراطورها، وتزوج أبنته الأميرة مارية، ثم خنق أتباعه أباه الضرير دون أدنى معارضة من لدنه. وأعطاه انبراطور البوزنطيين جيشا مؤلفا من ستين ألف محارب وبه تمكن من الاستيلاء على دياره

<<  <  ج: ص:  >  >>