للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من شالت الناقة بذنبها: رفعته، وشال الذنب نفسه أي ارتفع متعدٍ ولازم - (شكر) سكر. وهي لفظة قديمة في الفارسية من اصل سنسكريتي. والسكر عند الفرس قسمان: قسم طبيعي وهو ماء القصب (وقصب السكر وهو الابلوج وهذه أيضاً من اصل فارسي واللفظة العربية هي المصاب، بضم الميم). وقسم صناعي، وهو يكون أجزاء صغيرة متبلورة ذات أشكال هندسية مختلفة الهيئة من مثلثة ومربعة ومستطيلة. ولم نجد لكلمة سكر مرادفاً عربياً صرفاً في ما وصلت إليه أيدينا من الكتب. ولا جرم أنها دخلت لغتنا باحتكاك أبناء العرب بأبناء الفرس. وشكر (وزان سبب) تخفيف شكر الفارسية (وزان زفر وقبر أي بضم وفتح في

الأول. وضم وفتح بتشديد في الثاني) (ويأكل) غير مهموزة وهي لغة فاشية عندهم. (وعاكول) بكاف مثلثة النقط أو قاف هو العاقول، النبات الشائك المشهور الذي تأكله الابال وهو دائم الخضرة ينبت في الأرضيين الرملية وعلى ضفاف الأنهار. وجميع ألفاظ هذا التشبيه ساكنة الأخر ألا كلمة (مثل) فلكون وراءها أل التعريف تحرك بحركة مختلفة مشتركة اللفظ بين الكسر والضم.

يساق هذا التشبيه لمن يجلب المال الكثير بأنواع الكسب؛ وعليه فهو (يشيل شكر) ويقنع بالعيش الوبيل فهو (يأكل عاكول). وهذا من باب تشبيه غير المحسوس بالمحسوس وتشبيه حالة بحالة وكأن لغتنا الفصحى لم ترض لأختها الانفراد بهذا التشبيه فشاركتها بقول الشاعر:

كالعيس في البيداء يقتلها الظما ... والماء فوق ظهورها محمول

النجف: (عش)

[باب المشارفة والانتقاد]

١ - سبل الرشاد (مجلة بغدادية)

مجلة دينية علمية اجتماعية فلسفية تاريخية، تصدر في الشهر مرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>