للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وصرت فرداً بلا ثان أقوم به ... واصبح الكل والأكوان تفخر بي

وكل معناي معناها وصورتها ... كصورتي وهي تدعى ابنتي وأبي

وفيها ما يدل على الروح الصوفية وطريقة وحدة الوجود. وذكر له صاحب الفوات أبياتاً أخرى. . .

ولما كان الغلو بدأ في زمن المترجم فسندقق النظر في هذا الغلو وتطوره. ونأتي على بقية الذرية قدر ما وصل إلينا اجتهادنا.

المحامي عباس العزاوي

[آداب المائدة]

-

في المجتمع عادات، يتحتم علينا مراعاتها، وكثيراً ما تكون هذه العادات مخالفة لجماحنا، ونود أن نتلخص منها، إلا أنه لابد لنا من أن نذعن لها، شئنا أم أبينا، إذا أردنا أن نكون من أبناء الأدب، ولو لم يكن ثم قواعد لآداب الاجتماع، لنتج من ذلك تراخ لا يبطئ من أن يجر وراءه انحطاطاً في التفوق وتسفلا في حسن السلوك، وتدن في التهيب، وإذا كان هناك ما يزعج أذواقنا في بعض الأحيان، فالترفع عن خسائس الأمور، يمون العوض الذي لا يقدر ولا يقابل بشىء؛ ومن بعد أن مهدنا الموضوع بهذه الكلمة، نحصر كلامنا في آداب الطعام، وكيفية السلوك بموجبها.

يحسن بالإنسان، أن يجري في أكله، كما لن كان مع رفاق، وان كان يأكل في بيته، وفي دخيلته؛ لأن العادة الرديئة إذا تأصلت في النفس، يصعب على صاحبها أن يتخلص منها. ومن منا لم يشاهد حيرة رجل من أهل البادية، إذا دعي إلى وليمة؟ فأنه يشعر باضطراب في نفسه، وكأنه قد قيد بقيد؛ إذ يعلم كل العلم أن هناك عيوناً تراقبه وتترصد؛ ولا يود إلا شيئاً واحداً، هو أن ينتهي عذابه، مع أن أمر الأكل هين؛ لكن آدابه تتطلب أصولا يجب مراعاتها إذ من الضروري أن يتصرف الآكل احسن التصرف في الملعقة، والشوكة،

<<  <  ج: ص:  >  >>