ولعله إلى هذه الفتن أشار التاريخ المجهول المنسوب للفوطي قال:
(في هذه السنة (سنة ٦٥٢هـ) جرت بين أصحاب الشيخ عدي بن مسافر وأصحاب بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل محاربة كان سببها أن بدر الدين كان كثير التثقيل على أولاد الشيخ عدي ويكلفهم مالا على وجه المساعدة فأطلقوا ألسنتهم فيه فأرسل طائفة من عسكره إليهم فقاتلوهم قالا شديداً فانهزمت الأكراد العدوية وقتل منهم جماعة كثيرة واسروا منهم جماعة فصلب بدر الدين منهم مائة وذبح مائة وأمر بتقطيع أعضاء أميرهم وتعليقها على أبواب الموصل وأرسل من نبش الشيخ عدياً من ضريحه واحرق عظامه) أهـ
ومن المستبعد أن يمون هذا الأمير هو الشيخ حسن وان كانت حوادث هذا التاريخ متسلسلة إلا انه لم يصرح باسم الأمير، لان السخاوي قال في تحفة الأحباب موافقاً لما جاء في فوات الوفيات:(وتخلف من بعده أخوه صخر (صحيحها ابن أخيه) وتفرق أولاده (أولاد ابن الأخ) في البلاد واقبل إليهم العباد فنزل منهم بالموصل الشيخ شمس الدين الحسن بن أبي المفاخر عدي بن أبي البركات. . . الملقب بتاج العارفين أبي محمد شيخ الأكراد. . . كان من رجال العالم دهاءً ورأياً وحزماً وله فضل وأدب (وزاد في الفوات: وشعر وتصانيف في التصوف) وله اتباع ومريدون يبالغون فيه، توفي شهيداً في سنة ٦٤٤هـ (قال في الفوات: خاف منه بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل فقبض عليه وحبسه ثم خنقه بوتر بقلعة الموصل خوفاً من الأكراد لأنهم يشنون الغارات على بلاده فخشي أن يأمرهم بأدنى إشارة فيخربون بلاد الموصل. وفي الأكراد طوائف إلى الآن يعتقدون أن الشيخ لا بد أن يرجع. . . وينتظرون خروجه. وما يعتقدون انه قتل. وكانت قتلته سنة ٦٤٤هـ) وله من العمر ٥٣ سنة. . .
وزاد أحمد باشا تيمور نقلا عن ذخائر القصر في تراجم نبلاء العصر (ص ٢٠) انه اختلى ست سنوات صنف فيها كتاب الجلوة لأرباب الخلوة وانشد من الشعر: