للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لكن قومي إذا ضنوا تداركهم ... سخاء معتذر عن ألف مختزن!

حقيقة أن جرى هذا اللسان بها ... فعن أسى للآلي عاتبت لا ضغن

فليشهدوا اليوم، والإجلال يخطئهم ... إليك، ما لصحيح المجد من ثمن!

ولينظروا بطل ما تغري القلوب به ... شم المنازل والخضراء في الدمن!

أنا لنستقبل الحسنى وقد برزت ... لنا مصورة في وجهك الحسن!

أبقيت فنا وفي الأجيال تعقبنا ... ذكرى نقدسها في السر والعلن

ذكرى هي الكنز لا يفنى إذا عبث ... أيدي الزمان بكنز غيره ففني!

[الزق ومرادفاته]

(البستان) - كما رأيت كثير الأغلاط، إذ لا تكاد تطالع فيه مادة إلا هجم عليك سيل الأوهام حتى لتحار ما تصلح منها. وحين يقول لك: قال فلان وذكر فلان، فلا تصدقه. لأنه ينقل الأقوال عن (الرواة) لاعن (المؤلفين أنفسهم) قال مثلا في مادة ز ق ق: (وقال في الكليات لأبي البقاء: (الزق اسم عام للظرف، فإن كان فيه لبن فهو وطب. وإن كان فيه سمن فهو نحي، وإن كان فيه عسل فهو علة (كذا وضبطها بكسر العين) وإن كان فيه ماء فهو شكوة، وإن كان فيه زيت فهو حميت وزق الحداد كيرة).

قلنا: هذه عبارة محيط المحيط بخطئها: والصواب فهو عكة بضم العين. ثم أن كلام صاحب الكليات ينتهي بعد قوله: (وان كان فيه زيت فهو حميت). وما بقي فهو من كلام صاحب محيط المحيط. والحق يقال أن (الحميت) واردة في محيط المحيط بصورة (خميت) أي بالخاء المعجمة نصححها لكنه لم يصحح (العلة) بالعكة وهو مما فاته. ولا جرم أن وجود الغلط في محيط المحيط والبستان يفسد اللغة، ولا سيما عند اتفاق الاثنين على النقل، مع انك تحققت أن الناقل هو واحد وما الثاني إلا ناقل كلام الراوي لا غير. وعلى مثل هذا الوجه تثبت الأغلاط في الكتب ويزلق الناس في ما يكتبون. أفما كان يحسن بالشيخ عبد الله أن يراجع النصوص قبل إثباتها حتى لا تزل بها القدم هذا الزلل. ومثله كثير في كتابه؟

<<  <  ج: ص:  >  >>