للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[صدى اليوبيل]

حضرة الأب انستاس الجزيل الاحترام:

ناخ لساني في ساقته عن تمثيل اختيال نفسي تيهاً واعتزازاً بما انهال على مواهبكم العلمية من الثناء الخالد في يومكم اليوبيلي الزاهر الذي حفل به المتأدبون وأرباب الفضل والألمعية، تقديرا للمؤونة الشاقة التي عانيتموها بأرصادكم كل مطامعكم النفيسة لما طالما حامت عليه أماني الخاصة من الجهابذة وتخاذلت عن خواطرهم. من مزاولة أخشن المباحث اللغوية مركبا، وأبعدها مطلبا وأخفاها مدبا. قصد تعهد بزتها وسائر ما ترفل به من متبرجاتها بالإحياء والتجديد، حتى استبطنتم من آثار متشوفات الحقائق، ما يعد في حد الخوارق، على ما ألمعت إليه في خطابي السابق؛ ليشف ذلك عن ترنح وجداناتي الخفية، بنشوة هذه النهضة العلمية العراقية! وإلا فإن محاولتي الإيماء إلى ما أدركني من مثل هذه الحال على ذلك الأثر، أتخيلها كافية لتنم لكم عن العوامل الخلابة التي بدهت بها نفسي لدى إطلاقي لرائد طرفي، التبسط في مناحي ما اكتظ به الجزء الأول من السنة السابعة من مجلتكم المتيمة، (وهو الجزء الذي سيخلد لعراقنا ذكرى هذه المأثرة الجلى) من تصوير محيا ذلك الحفل الحافل، وشأوه من الترتيب والنظام البالغ، وما أجلى علينا من مجالي غرر التقاريظ المنثورة والمنظومة ذات الصناعة الرشيقة، والفرائد المختارة المتناسقة، التي تدفق سيل طلاوتها في ذلك المرج الأدبي النضير، مرج هيفائنا اليعربية من تفضح في حسنها بد السماء المنيرة من مناضح القرائح التي تضافرت من كبد العراق، وعيون الآفاق من مشارقة ومستشرقين، حول المغالاة والاحتفاء بمن قد استهواه جمالها واستأسره

<<  <  ج: ص:  >  >>