للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن رأي الأب

اليسوعي لويس شيخو - إن الزهاوي (كشاعر مسلم كما يذكر شيخو) هو الذي ترأس اللجنة التي هيأت الاحتفال بعيد يوبيل الأستاذ الأب أنستاس ماري الكرملي في خريف ١٩٢٨.

رباعيات الخيام

(ترجمها عن الفارسية نثرا ونظما جميل صدقي الزهاوي)

يورد الزهاوي في هذا الكتيب برهانا ثانيا جديرا بكل اعتبار عن الطريق الجديد الذي يسير عليه. إن رباعيات الخيام لم ينقل منها إلى العربية إلى يومنا هذا إلا القسم القليل؛ بعضها مترجم عن الإنكليزية ففقد الأصل روعته إذ أفرغ في قالب غير قالبه فضاع فيه معناه والبعض الآخر وإن كان مأخوذا مباشرة عن الفارسية إلا أنه - كما شعر الزهاوي - لم يؤد ذلك الجمال الرائع وتلك الأنغام الشعرية التي امتازت بها الرباعيات.

أخذ الزهاوي على عهدته القيام بهذا العمل فأتقنه بأسلوب من شأنه أن يمهد لأبناء العربية التقرب من نفسية الشاعر الفارسي ودخائلها وحقا أنه لقد أجاد كل الإجادة في ذلك.

أورد الزهاوي رباعيات الخيام - ليس كلها بل ١٣٠ رباعية انتقاها لجمالها ولأنها تنم على فلسفته في الحياة ومسلكه في الاجتماع - بالأصل الفارسي أولا ثم مترجمة إلى العربية نثرا ونظما بصورة صحيحة متقنة وفي نهاية المقدمة التي تشيد بذكر الشاعر الفارسي ورباعياته - يلهج الزهاوي بالثناء على ملك العراق الجليل فيصل ركن النهضة العربية ويختمها بالعبارة التالية التي تنم على الآمال التي يضمرها هو وأبناء شعبه لتحقيق تلك الأماني: (حقق الله به آمال الأمة العراقية وسهل لها أن تتقدم في ظل عرشه الوارف حتى تعيد مجدها الغابر ومنزلتها الرفيعة بين الأمم وجعل للأدب العربي في أيام شوكته دولة تضاهي في رفعتها دولة الأدب في الغرب فتزهر في العراق الآثار الثمينة بتنشيطه وتبقى خالدة في طيات الدهر ترتلها الأجيال المقبلة مقرونة إلى اسمه العظيم) فنحن نسدي إلى فيلسوف الشعراء التهنئة على فوزه الأدبي المبين هذا لأنه جاءه بشيء جديد في عالم الأدب الشرقي لم يسبقه إليه أحد.

ج. كامبفماير

<<  <  ج: ص:  >  >>