للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٤ - أن تشتري الحكومة البيت الذي ولد فيه ببلدة (أبيانة) بمركز (فوه) بمديرية الغربية وتضمه إلى الأملاك العامة المخصصة بنفع الجمهور.

ومما يروى عن مترجمنا في مواقف غيرته وعنفه أن ساقه الحديث يوماً وهو وزير للحقانية أمام الخديوي عباس حلمي الثاني فاندفع برغم حجته بالبراهين ثم دق بيده على المنضدة دافعاً حجة أمير مصر قائلاً (أنا الوزير المسؤول فلا بد من إقرار مشروعي) شأنه في ذلك أمام منضدة المحكمة حينما كان يدفع حجة زميله المحامي.

ووفد عليه في أحد الأيام جمهور من الفلاحين فغصت بهم ساحة بيته، فخرج إليهم وجلس على الأرض معهم وهو يقول (أنا فلاح مثلكم) لذلك قالت فيه جريدة (أفننك استندر) (كان له دهاء الفلاحين يشبه الرئيس كروكر فقد كان كلاهما وطنيين مخلصين متفانين في إخلاصهما لكن زغلول أقل فظاظة من كروكر.) وشبهته لمصر جريدة (شفيلد ديلي تلغراف) (بدفاليرا) لارلندة وقالت أن غريزته السياسية أعظم من غريزة (دفاليرا).

رفائيل بطي

بعيجة لا بيجي

دجلة في انحدارها من الموصل إلى بغداد تمر بموطن ضيق يظهر للرائي كأن دجلة تبعج المكان، فترى السماء بين الحالقين أو الجبلين فسمى الأهلون ذلك الموطن (بعيجة) (بالتصغير) ولما كان الإنكليز لا يستطيعون أن يلفظوا العين لفظاً صحيحاً فقالوا (بيجة) ثم أن أهالي تلك الأنحاء يميلون بلفظ الهاء إلى الياء فقالوا بيجي واليوم لا تسمع من أفواه الأهالي أنفسهم إلا (بيجي) أي بفتح الباء وإسكان الياء وكسر الجيم وبياء ساكنة في الآخر ومنهم من يشدها. فإذا مر قرن على مسخ هذه اللفظة، فمن ذا الذي يعرف أصلها؟ - ذلك من أثر القوي في الضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>