٦ - وكذا القول في مثل إيطالية وبريطانية وإنطاكية فإن الأقدمين اختلفوا في كتابتها فالذين كانوا يعرفون الآرامية والعبرية أو كانوا ينقلون كتبهم عن مؤلفين آراميين أو عبريين كانوا يكتبونها بألف في الآخر ولا يخرجون عنها؛ أما (السلف الصالح) الذي لا ينقلون عن أحد فكانوا يكتبونها بالهاء. راجع مثلا في معاجم اللغة هذه الكلمات: سورية وإنطاكية وصقلية وارميني وأفريقية وغيرها وتعد بالمئات فانك لا تجد لها صورة أخرى غير الهاء في الآخر. وإما الهمداني أو ابن الحائك صاحب كتاب صفة جزيرة العرب فإنه لا يفرق بين الصورتين: بين الهاء في الآخر وبين الألف، إذن اتباع اللغويين أحسن من اتباع من لم يكونوا منهم. وهذا رأينا ولا نحيد عنه. ونرى كل وجه سواه من (خطأ الرسم في الكتابة) لأنه مخالف لرسم الفصحاء واللغويين.
٧ - أما سبب تغليطنا من يسمي الخزانة مكتبة فهو قائم على اختيار أحسن الألفاظ لأبين المعاني وعلى الحرص الذي يجب أن نبديه في مقابلة كل لفظ دخيل بلفظ فصيح، فعندنا خزانة الكتب ودارها وبيتها لما سماه الإفرنج وعندنا مكتبة لما يسميه الإفرنج فإذا اعتبرنا
المكتبة هي الخزانة فماذا نسمي (اللبريري)؟ أي ماذا نسمي (المكتبة) التي هي الموضع الذي يباع فيه الكتب؟
٨ - إبدال (ساق) ب (سبق) لم يكن من حضرة صديقنا يعقوب أفندي سركيس بل منا وكان قد ألح علينا كل الإلحاح لإبقاء الكلمة على وجهها. فلم نوافقه عليها؛ لكن الآن نرى خطأنا ونحن نشكر لكم حسن تأويلكم كما نعتذر إلى يعقوب أفندي سركيس من قيامنا عليه. ونحن إذا ما رأينا خطأنا أقررنا به صاغرين وشاكرين، لأن الجهل من مزيتنا وسادك بنا فهو ملازم لنا إلى حفرة القبر، كما نقدر علم الغير وفضلهم علينا.
ومما يجب أن ينسب إلينا إبدال الهنايسي الواردة في (٦: ١٦) بالهرائسي (؟) والحال أن النسخة الخطية تذكره هو وغيره بالهنايسي إلا أننا لم نجد هذه النسبة لأحد فقرأناها الهرائسي. ولعل أحد الأدباء يذكر لنا وجود النسبة المذكورة مضبوطة في أحد الكتب.