للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مردي السفينة وكلاهما مستقيم، بخلاف الحرف الاغريفي، فإنه يدل على اعوج أو مستدير أو متعرج كالدوارة والعقصة وارتعاص البرق. ويجانس اللفظة اليونانية في لغتنا الحلز والحلقة والعلق بمعنى البكرة. على أننا نسلم أن الهالوش وهو الوتد الكبير الذي يغرس في الأرض

المجاورة للماء من اصل ارمي لكن صابئي أي نبطي لأن الأنباط يبدلون الحاء هاء وليس لهم حرف حلقي مفخم على ما هو معهود عند كل مستشرق.

وورد في الصفحة عينها في أحد الأبيات (قمايا). وقد شرحتموه في الحاشية ٨، والذي اعتقده أن هذا الحرف الرمي يدل على معنى المقدم كمقدم السفينة، لأني سمعت القرويين من الآرميين يقولون: (بترا وقمايا) بمعنى الوراء والأمام وليس لي متسع في الوقت لتحقيق المعنى، فربما توفقون له).

(ل. ع) نعم (بترا) بالأرمية معناها الخلف والوراء. وربما كان هذا المعنى معروفاً أيضاً عند السلف، لأننا نقول: بتر الذنب (كعلم): انقطع فلا جرم أن البتر كان يفيد الذنب أي الذيل والخلف والوراء، ومنه أيضاً الأبتر: المقطوع الذنب والذي لا عقب له. وضد (بترا) الأرمية: (قوادما). وأما (قمايا) فتعني هذا المعنى لكن بالنبطية العامية؛ أما في الفصحى فلا اثر لها. أذن لا نظن أن (القمايا) في البيت المذكور يعني مقدم السفينة؛ ولو فرضنا أن الجاحظ تلقى اللفظ عن عوام النبط، يبقى أن لا معنى للمقدم يوجه توجيها مقبولا سياق البيت، إذ المطلوب هناك معنى يدل على عاقل لا على غير العاقل.

ونشكر حضرة ألبك على ما تفضل به علينا وعسى أن يحذو حذوه سائر الأدباء الذين لهم اطلاع على الغريب من ألفاظ لغتنا الصادية.

لمحة في رسالة ذم القواد

قرأت بلذة لا توصف هذه الرسالة الجاحظية النفيسة. ثم كررت مطالعتها مثنى ومثلث ومربع، فوجدتها من أمتع ما خطته أشاجع أبي عثمان. واشكر شكراً جزيلاً الأستاذ الدكتور داود بك، ذلك الأديب الكبير الذي اخرج هذا الكنز الدفين، ونفضه من غباره، وجلاه من صدإه، فاعاده لي نصابه على أحسن وجه.

وقد بدا لي نظر بخصوص بعض الألفاظ. فجئت اعرضها على دقيق نظره اللغوي، فان أصبت فبها ونعمت، وإلاَّ فليضرب بها عرض الحائط.

ذكر حضرته في حاشية ص ٢٩ السادسة: إن اليرقان هو المن مع أن اليرقان عند علماء الزراعة هو وبالفرنيسة وبالإنكليزية وأما المن فانه مرض آخر اسمه العلمي والفرنسي ويكون

<<  <  ج: ص:  >  >>