للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الطغرائي الأبي:

أصالة الرأي صانتني عن الخطل ... وحلية الفضل زانتني لدى العطل

فهو أذن مصون عن الخطل والأصالة صائنة، واصبح قول الرجل واهياً مدحض الحجة.

(٥) وقال: (ولم لا يجوز ذلك ونحن نصف الرجال والمرأة على السواء بالصور والغيور والقتيل دون تاء للمرأة؟) قلنا: أما (فعول) فقد استويا فيه لئلا يلتبس ب (فعولة) بمعنى مفعولة كركوبة، وأما (فعيل) فلئلا يلتبس ب (فعيل) بمعنى فاعل مثل (عتيق) فراجع لغة العرب (٩: ٥٨) وأما جعله (القتيل) من الذي لا يؤنث أبداً فوهم ظاهر فأنها تؤنث إذا لم

يذكر معها الموصوف قال في المصباح المنير (قتلت الأسيرة كما يقال رأيت القتيلة) ومنهم من خالف الأصل فقال (امرأة عدوه) و (وناقة جسورة) وقال الشريف الرضي:

ومن كان ذا نفس تطيع قنوعة ... رضي بقليل من كثير ثراء

وفي (ك ك ب) من المختار (يقال: كوكب وكوكبة كما قالوا: بياض وبياضة وعجوز وعجوزة) وجاء غيرهن.

(٦) وقال (يمكن المصون أن تجعل صفة لمحذوف مذكر كما بعض الأمثلة التي قدمناها كأننا نقول (السيدة ذات العرض المصون أو العفاف أو الشرف المصون) قلنا: إنباض بغير توتير وفعل بغير تدبير. فانه إن جاز له هذا التقدير كان جديراً بان يقول (السيدة) فقط ويقدر لها في ذاكرته (المصونة) فتقدير كلمة أولى من تقدير كلمتين إذا صارت اللغة تعرف بالتنجيم والرقى والعزائم والزايرجة بل هذه طريقة اختزال جديدة، بل عليها تقول (هذا شريف) وتقدر (غير شريف) فالمسوغ لتقدير كلمتين يجيز تقدير كلمة واحدة بلا ريب فالحقيقة أن تقدير كلمة أو كلمتين ليس بقياسي بل هو وليد شهرة الصفة وطول العهد بها، والصفة لا تنوب عن الموصوف إلاَّ سماعاً لكثرة تداول الألسنة لها ولموصوفها، وحذف هاء التأنيث غير داخل في هذا الباب فما يفيد الإسهاب فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>