(٧) وان تعجب فعجب قول صاحب تلك المجلة الفاضل في ص ٣٦ (نحن نذكر انه يجوز التذكير والتأنيث في هذه الحال) فعمن ذكر؟ وفي أي كتاب قرأ فذكر الآن؟ وأورد جواب زميله عطية الأستاذ صاحب الفتى ونصه (يجوز أن يقال امرأة مصون باعتبار حملها على الصفات المختصة بالمؤنث كطالق ومرضع وإنها دالة على الثبوت) قلنا: وقد ذكرنا أن تخصيص المصون بالمؤنث غير ممكن لا تصاف المذكر به فسقطت الحجة إذن، ولشدة إصرار الفاضل موسى كريم على غلطه استعمله في هذا العدد الذي تكلمنا على ما فيه وهو دليل على كرهه للحقيقة، وفقه الله تعالى لضبط النفس والرشاد.
أغلاط المجادلين
(٨) قال جورج مسرة الأديب في ص ٢٢: (فالرجاء من حضرة الأب العلامة أن يتساهل معهم بحذفها إكراماً لله) قلنا: والتساهل يقتضي متساهلا (اسم فاعل) ومتساهلا عليه (اسم مفعول) ولا اثر للثاني في قوله. فالصواب أن يقول (يتساهل عليهم في حذفها) أما الله
تعالى فلا يعد تشويه لغة القرآن إكراماً لنفسه. فلا إكرام لله تعالى في حذف هاء المصونة. بل الله نعى عليهم لي ألسنتهم فقال (ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غر مسمع وراعنا، لياً بألسنتهم وطعناً في الدين ولو انهم قالوا سمعنا واطعنا واسمع وانظرنا لكان خيراً لهم وأقوم) وشاهد ما قدمنا هو ما جاء في مادة (غ م ض) من المختار وصورته (وغمض عنه: إذا تساهل عليه في بيع أو شراء) وقد تساهل الأب على صاحب الشرق ولكن الغلط الشنيع لا يتساهل فيه يا أيها الأديب، وقد تساهلت أنا مع الأب عليكم فلم تنجوا من (التساهل).
(٩) وقال صاحب المجلة في ص ٣٦: (وقد نشر الأستاذ اللغوي جورج مسرة مقالا بهذا الصدد في غير مكان من هذا العدد) فمعنى (غير مكان) يلد على انه بدون كان وهو غير مراد ويدل أيضاً على انه نشر المقال في مكانين أو اكثر منهما وهو غير واقع فالقائل مخطئ والصواب (في مكان غير هذا من العدد) كقوله تعالى في سورة يونس (قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن