١٠ - ونشر رشيد عطية الأستاذ في ص ٤٣ الانتقاد الأدبي ودعا على إصلاح غلطه إذا كان غالطاً، وقد وصف صعوبة النقد اللغوي فقال:(يضل فيها مهرة الناقدين فضلا عن أمثالي من المتطفلين) فاخطأ لتقديمه العظيم على (فضلا) وهو يؤخر، قال معاوية بن أبي سفيان (إن نساء بني خزاعة لو قدرن أن تقاتلنني فضلا عن لفعلن) وقال أبو هلال العسكري في جمهرة الأمثال (ليفهمها الغبي فضلا عن اللقن) وقال الشريف المرتضى في رده على قاضي القضاة (يجب أن يعرفه العوام فضلا عن العلماء) راجع (٦: ٥٣٣) من لغة العرب.
١١ - وقال:(إلى المزالق التي يعثر فيها كثيرون من الكتاب) والمزلقة لا تكون معثرة والأولى ضد الثانية فالأولى (التي يزلق فيها الكتاب).
١٢ - وقال:(يقولون: فتشت على عمل والصواب: عن عمل) قلنا: هذا هو المشهور ونذكر إننا خطأنا في مجلة العرفان من خالف هذا المشهور غير إننا نقول حباً للحق: قد عثرنا على هذا في كلام المولدين فقد قال يحيى بن سعيد بن الدهان الموصلي على رواية:
فصرت الآن منحنياً كأني ... أفتش في التراب على شبابي
وقال القاضي شمس الدين بن خلكان في ترجمة المبرد:(فقعد قدامها يفتش عليه) فالتعبير
ليس بخطأ وكلانا مفرط.
١٣ - وقال (ويقولون: يأبى عليه إباؤه، وهذا غلط فاضح لآن الفعل لا يحدث عن المصدر فلا يقال: يأبى الإباء كما لا يقال: يضرب الضرب ويبكي البكاء ونحو ذلك) قلنا: وهذا قول من لا تحقيق له لأن إسناد الفعل إلى المصدر المعنوي ضرب من المبالغة ولذلك قيل (جن جنونه) و (جد جده) قال أبو فراس:
سيذكرني قومي إذا جد جدهم ... وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
أجل لا يقال (ضرب الضرب) ولا (بكى البكاء) لأنهما غير معنويين لا لأن ذلك لا يجوز مطلقاً فهذا إفراط في التغليط.