للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في تفسير القرآن العزيز ولا نقل الأحاديث ولا تفسيرها ولا مفردات العربية وكأن الدنيا خلت من نقد القاموس للصحاح واستجهال صاحب الجاسوس لصاحب القاموس ومن الفلك الدائر على المثل السائر ومن أشباه ذلك التي لا تحصى. والمستقذر أن قوله (سياج حرمة أئمتنا) هو قلعة حارب فيها (بلاغة العربية) ولكن لا لوم عليه لأن محاربته صدرت عن جهل والجاهل يعلم (بتشديد

اللام). قلت ذلك لأنه (تابع الإضافات) في جملته والمطلع على علم البلاغة يستقذر (تتابع الإضافات) مثل (حمامة جرعى حومة الجندل اسجعي) ومثل (سياج حرمة أئمتنا) فليعلم إنني جاهل مثله فمرحبا بمن يعلمني نزيها.

٣ - في ص ٦٦١ من لغة العرب ادعيت أن المنادى المعرفة المختص بمثل (يا علي) و (يا أيتها النفس المطمئنة) و (يا جوابان) يجب أن نرفعه فيكون مبنيا محله الرفع. وما ضربت تلك الأمثلة إلا ليخرج المضاف المعرفة من قولي (المنادى المعرفة). وقلت محتجا على العلماء (إن البناء يحذف التنوين فقط) واستدللت على ذلك باسم (لا) النافية للجنس لأنه معرب الأصل يقبل التنوين فلما بني حذف منه التنوين مثل (لا مغالط شريف) فقال هذا الرجل مسندا إلي الضمير (لأن البناء في زعمه هو إسقاط التنوين وكلام هذا الخابط مفند من ثلاثة وجوه) (كذا) اهـ. مع إني لم أقل ذلك وإنما قولي (إن البناء يحذف التنوين فقط) فتأمل يا منصفا وأي عجب تعجب إذا علمت أن قولي ليس بعام بل هو جواب لمن يدعي أن البناء في المنادى المبني يقلب الفتحة ضمة والياء ألفا وواوا لأنه لو جاز ذلك لجاز أن نقول (لا رجل حاضر) بضم الرجل و (لا عاقلان مغالطان) و (لا عاقلون مغالطون) لأن ذلك مبني وهذا مبني ولأن الأول معرب الأصل ولأن الثاني معربه أيضا. أما أنهم جوزوا نصب النعت لذلك المنادي فهو تأييد لقولهم المطعون فيه لغرابته.

٤ - وأنظر إلى قوله (ثلاثة وجوه) تعرف مقدار علمه لأنه استعمل (جمع الكثرة) في موضع (جمع القلة) أي (ثلاثة أوجه) وإذا قلت له (هذه بضاعتك يا أيها الفتى) قال لك (قد استعمل جمع القلة مكان جمع الكثرة) وما عليك حينئذ إلا أن تقول له (ذلك سماعي واضطراري فلا تعبث بالقواعد

<<  <  ج: ص:  >  >>