بك السعدون رئيس وزارة العراق وشهدها نائب كريم عن جلالة الملك فيصل المعظم وبعض الوزراء الكرام وجمهرة من العلماء والعظماء حتى غصت بهم الدار على رحبها، وذلك إجابة لدعوة اللجنة المؤلفة من عظماء القوم وفي صدرهم صاحب المعالي يوسف أفندي غنيمة وزير
المالية. وقام على رئاستها الفيلسوف الشاعر جميل صدقي أفندي الزهاوي الذائع الصيت.
ولما أكتمل الحشد، فتحت الحفلة بالنشيد المنسوب لجلالة ملك العراق فوقف الأستاذ جميل صدقي أفندي لأول مرة بصفته رئيس اللجنة ورحب بالذين لبوا الدعوة ترحابا بليغا ثم تلاه الفاضل أحمد أفندي الصراف كتوم اللجنة فألقى خطبة غراء ذكر بها فضائل المحتفي به وجهوده العلمية ومناقبه وتلا ما ورد على اللجنة من البرقيات والرسائل.
وما جلس حتى عاد جميل صدقي أفندي ثانية فوقف بصفته عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق وتلا منه رسالة بتهنئة العلامة ووصف كمالاته وتلاه الفاضل رفائيل أفندي بطي فخطب خطبة شائقة أجاد فيها بوصف المحتفى به.
وعاد بعده للمرة الثالثة الأستاذ الشاعر جميل صدقي أفندي فنشف الآذان بسماع قصيدة غراء وصف بها العلامة الكرملي وأعماله وصفا يخلب الألباب كعادته.
ولما انتهى وقف صاحب المعالي توفيق بك السويدي وزير المعارف فأثنى على الأب الجليل وكمالات صفاته وآدابه وأعماله العلمية.
وعندئذ وقف العلامة المحتفى به وقال قولا جميلا أظهر به ما تجعل به من الوداعة والتواضع منكرا ما شهد له به الملأ من الفضل وإجادة العمل واستحقاقه الاحتفال بتكريمه من أفاضل الناس.
أما المباحث فتهنئ أستاذها العلامة الجليل بعيده الذهبي الخمسيني وتدعو له بطول العمر والبقاء معافى نشيطا ليجتاز عيده الألماسي والناس من حوله يجنون فوائد علمه الراسخ وأدبه الجم.