للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الليل الأول هو الحقيق ولذلك قال يرجى. وأما الليل الثاني وهو المدبر الصبح المقبلة فهو ليل الهموم ولا أرى وجها للشاكية من هذا الليل فانه على ما وصفه الأستاذ نفسه ليس بأقل من ضرره. أليس هو مقبل الصبح مثلما هو مدبره؟ وقال:

إذا أدبر الليل استرحت وإنما ... يوكل بي الليل الذي هو أطول

وإذا كان الليل الثاني مدبر الصبح مقبله فهو غير أطول من الليل الأول. والقصيدة ليست غير خيالات باطلة تقصر عنها الألفاظ. وقال من قصيدة (ليلة الأربعاء) ص ٨٠:

يمن الله سعيه من رسول ... يطرق الأرض وافدا من ذكاء

والضمير في سعيه راجع إلى القمر و (يمن) لا يتعدى بنفسه يقال يمن على فلان ببركة ثم تأتي أبيات لا يفهم المقصود منها القارئ كأنه من الأحاجي كقوله:

كل من ينتحي حماه غريب ... عنه حتى ما فيه من غرباء

تكشف الشمس ثم ما يضمر اليم ... كعين المنون النجلاء

وقال ص ٨١ (أذكرتني بك الكواكب) والصواب (أذكرتني إياك) فإن (أذكر) يتعدى بنفسه إلى مفعولين وقال من قصيدة (المصور) ص ٨٢:

ودمى من الصخر الأصم تصوغا ... فتغار منها الغانيات وتحسد

كان الأستاذ إلى هذا البيت يصف المصور ولكنني أراه في هذا البيت فما بعده يصف المثال فسبحان من لا يتحول!

وقال من قصيدة (حظ الشعراء) ص٨٣:

ملوك فأما حالهم فعبيد ... وطير ولكن الجدود قعود

شبه الشعراء في بيت واحد بالملوك وبالطير على ما بينهما من البعد وقال:

وما ساء حظ الحالمين لو انهم ... تدوم لهم أحلامهم وتجود

وهو مثل بيت حسين بن المطير:

لعمرك ما في العيش عتب لو أننا ... وجدنا لأيام الصبا من يعيدها

وقال:

ويذرون من مس العذاب ودموعهم ... فينظم منها جوهر وعقود

أما كونهم يذرون دموعهم فقد يصح وأما كونها ينظم منها جوهر وعقود فلا.

(له تلو)

<<  <  ج: ص:  >  >>