للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(السوس) (سنة ٦٤٠ ق. م)، فدوخ (عيلام) بأسرها. ولكن آشورية حازت مرتبة فاقت طاقتها، ولذا لم تحافظ عليها، فأطرت إلى أن تحشد الفلاحين أنفسهم، حتى تسد احتياج جيوشها التي أخذت تتوسع يوماً فيوماً. وعليه أبيدت الزراعة في قطرها، وتولى الآرميون مصانعها. فتشتت شمل إدارة جندها فانقرضت. وبينما كان (أشور بنيبل) يطفئ نيران ثورة في بابل، تملصت مصر من نفوذه. وأتحد الماذيون والبابليون بعد وفاة هذا الملك بقليل سنة ٦٢٦ ق. م، وهجموا على نينوى

فسقطت (تلك المدينة الجليلة)، وكان ملكها الآشوري أودع نفسه وزوجاته وأولاده خشب المحرقة الذي أعد لحفلة دفنهم. وبعد أن مضى على ذلك قرنان مر (زينفون) وجنده العشرة الآلاف ب (نينوى) فلم يعرفوها.

كالح (نمرود)

هي على مسافة عشرين ميلا من الموصل بالسيارة

يرى في المتحفة البريطانية حيوانان هائلان مجنحان، ذوا حجم عظيم، ولهما رأسان بشريان، أحدهما أسد وثانيهما ثور، واثناهما مغشيا بالرقم المسمارية وبروايات خيالية. وقد عثر عليهما (لايرد) في روابي نمرود، وتاريخ اكتشافهما ونقلهما من أجل ما ورد عن أعمال الباحثين عن الآثار القديمة، إذ أنه داهمت ذلك المنقب صعوبات كثيرة، ومضت عليه أوقات أثلجت صدره فرحاً وفزعاً معاً في حمله التمثالين إلى الكلكين اللذين نقلاهما إلى البصرة ليوضعا في الباخرة، وكان كلا الكلكين يطوف على ستمائة جراب منفوخ.

وترى الثيران المجنحة إلى هذا الحين مبعثرة بن تلول نمرود، وفي خنادق تلك الأرجاء، وتدل تلك العاديات على المواضع التي حفر فيها (لايرد) و (رسام) أي أن هذين الفاضلين نقبا في جانبي أبواب المباني. كما أن هناك شكلاً ضخماً جداً لملك أو لإله، تسميه الأعراب هنالك (ملك نمرود) ونصف ذلك التمثال مدفون في أنقاض مدينته، لأن المنقبين أنفسهم دفنوا النفائس التي لم يتمكنوا من حملها فحفظوها في موطنها، وأعانهم ويعينهم على ذلك مرور الزمان، كما جاء فيما يخص نينوى. والطبيعة تأتي في الربيع فتعير التلول برود أزاهير زاهية،

<<  <  ج: ص:  >  >>