للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الآجر وتماثيل وآنية من الخزف. والذي ابهر أنظارهم وأفاد المؤرخين فائدة تذكر، عثورهم في الهيكل على قطعة صغيرة متجمدة من المعدن الأصفر، وبعد أن نظفت وصقلت عادت إلى رونقها الأول، فظهرت عليها كتابة بديعة طولها أربعة عشر سنتيمتراً في عرض خمسة سنتيمترات، تشتمل على ستة اسطر، وتبدأ بهذه الكلمات: (نرام سن ملك أكد).

كان نرام سن بن سرجون العظيم، أحد الملوك الذين أعادوا بناء هذا الهيكل؛ وقد وجدت تلك الشذرة الذهبية بجوار قبر قائم في غرفة صغيرة مربعة الشكل. ويرتئي فريق من

الأثريين أن نرام سن دفن في الهيكل؛ وذلك الموطن موضع قبره. وقد فتحه لصوص الآثار وسلبوا كل محتوياته، ولم يهتدوا إلى هذه الكتابة المسطورة على تلك الصفيحة الذهبية المقطوعة من صفيحة أكبر منها؛ لأن أطرافها غير المستوية تدل على أنها نزعت بعنف من تمثال كانت معلقة عليه لتدل على اسم صاحبه، أو لعلها كانت بمثابة مئزر أو رداء، يستر ظاهر جسم ذلك التمثال.

وبعد أيام قلائل رأى الفعلة قريباً من ذلك المدفن قطعة أخرى من الذهب أتمت طرفاً آخر من الكتابة. وكان مطبوعاً عليها بضعة أسطر بخطوط متآزية وهي تشير إلى أنها كانت قد اتخذت لغرض التجمل والزينة.

وقد صادف المنقبون كثيراً من الحلي الذهبية والحجارة الكريمة في قبور البابليين، ومدافن ملوكهم ولكن معظمها - إلم أقل كلها - كان غفلا خالياً من الكتابة. أما هذه فتعد فريدة في مادتها، وحيدة في نوعها. نعم وجد الأثريون في خرائب خرستاباذ (خرساباد) قطعاً من الذهب، عليها كتابات ونقوش ولكن ليس في بابل.

ووجد أحد الفعلة من البنائين - حينما كان يحث عن آجر للبناء في السهل الواقع في آسفل الرابية السادسة - خابئتين كبيرتين (راقودين) من الخزف ولكل منهما جوف واسع، وعنق صغيرة جداً بصورة غير مألوفة.

وكانت الخابئتان قائمتين الواحدة بجنب الأخرى؛ ومثبتتين في الأرض وإحداهما اصغر من الأخرى قليلا. وكان من الأمر الهين وقعهما وإفراغ ما فيهما

<<  <  ج: ص:  >  >>