ولكن حينما رفعت إحداهما من موضعها تكسرت كسراً عديدة وفي الخابئة الصغيرة كان رماد جثث محرقة، وقطع من العظام الدقيقة واثنا عشر صحناً صغيراً عميقا ذا شكل قديم جداً وقطعة من الآجر.
وقد ظهر بعد التحري والتدقيق، أن هاتين الخابئتين الضخمتين اتخذتا مدفناً لرماد الجثث المحرقة للآسر النبيلة، ووجد أيضاً في تلك الصحون العميقة رماد جثث محرقة لإفراد ممتازين. فمن هنا يتبين أجلى تبين أن عادة إحراق جثث الموتى، كانت مألوفة وشائعة عند سكان العراق في ذلك الزمن البعيد. والمر الذي استرعى الانتباه بنوع خاص وجود جثث محرقة في موضع آخر وقد نسقت الواحدة بجنب الأخرى وذلك تحت سطع الأرض.
وصادف المستر وولي الأثري منذ نحو سنتين مدفن ملك نفي أور، ووجد تسعاً وخمسين
جثة من رجال ونساء، دفنوا أحياء بإرادتهم، ليرافقوا ملكهم في العالم الآخر، ويصبحوا أفراد حاشيته في مملكته الجديدة، كما كانوا على الأرض. (راجع لغة العرب ٨: ٧٨)
وصف الهيكل
كان الهيكل يعد عند الشمريين، والبابليين، والآشوريين، بؤرة حضارتهم وقبلة خاصتهم، وعامتهم. وكان الناس على اختلاف درجاتهم، وتفاوت مشاريعهم، يحجون المعابد، والمساجد، والهياكل، المرصودة لعبادة الآلهة، ويقدمون إليها هداياهم النفيسة، وآثارهم الثمينة، ففي هذه الأماكن المقدسة كانوا ينصبون تماثيل ملوكهم، ويجرون الحفلات الدينية، ويشيدون حولها قصورهم، ودور أغنيائهم، ويقيمون أسواقهم ومخازنهم، وبيوت تجارتهم واهراء غلاتهم، لما لها من الدرجة السامية في نظر الكهنة والأشراف، وسائر المتعبدين من السوقة.
وكان الهيكل كثيراً ما يقام على ضفة نهر، أو مصب ترعة، لان الفروض الدينية، تلزم أحياناً رؤساء الهيكل أن ينقلوا تماثيل الآلهة الضخمة على أكلاك أو أطواف من مدينة إلى أخرى، ويطوفوا بها حينما تنتشر في البلاد