أمراض شديدة الوطأة، تحصد نفوس السكان، وتفتك بهم فتكاً ذريعاً لا تهاب بطش ملك، ولا تخشى رقية كاهن، ولا ترحم شاباً أو شابة وان غض أهابها.
أنبأتنا الآثار المكتشفة حديثاً بان تخطيط الهياكل وهندسة بنائها يكاد يكون واحداً. فالمنقبون عثروا على طائفة صالحة منها، وكلها مشيدة على طرز متماثل، فإنها تشتمل على برج يتألف من ثلاث أو سبع طبقات أو لفات تشبه مصطبات مربعة تقوم الواحدة فوق الأخرى. وفي قاعدة البرج، أي في طرفه الأسفل يقوم موضع تماثيل الآلهة المقدسة، ومخادع الكهنة وهذا الوصف ينطبق بنوع خاص على هيكل أدب قبل أن عملت في أنقاضه معاول الحفارين.
الهيكل القائم في الرابية الخامسة
ذكرنا في فصول متقدمة، وصف بعض هياكل بسمى؛ عثر عليها الأثريون نبهاً في الروابي التي نقبوا فيها. وأما الآن فنبحث عن بضعة هياكل، نقب فيها المنقبون، فوجدوها قائمة
بعضها على بعض، والواحد على الآخر؛ وقد وضعوا عمارتها وتاريخ تأسيسها، والكنوز المذخورة فيها، وبعضها أنشئ في فجر التاريخ.
اكتشف الأثريون في تنقيباتهم التي قاموا بها عدة هياكل، وكان أولها قائماً على ذروة رابية، ولما أزاحوا ما كان من الإنقاص رأوا برج هيكل، ووجدوا الآجر الذي غشى وجه الجدار منقوشاً عليه اسم دنجي ملك أور (٢٣٥٠ ق. م) ولما أزالوا هذه الآجر عن موضعة، القوا تحته آجراً آخر، مسطوراً عليه اسم اور انجور، وهو والد دنجي (٢٤٠٠ ق. م) ولما أمعنوا في الحفر، عثروا على شذرات ذهبية ترتقي إلى عهد نرام سن (٢٦٠٠ ق. م) وعلى آجر مربع الشكل من عهد (سرجاني سري)، وهو سرجون الأول (٢٦٥٠ ق. م) وعلى هذا المنوال وضح وضوح الشمس في رابعة النهار؛ أن الرابية التي نحن بصددها، كانت تضم طبقات متعاقبة من الأنقاض، لأن المنقبين كانوا كلما أوغلوا في التنقيب، عثروا على أنقاض متناهية في القدم.
حفر النقابون في وسط الرابية التي تعلو نحو خمسين قدماً عن مستوى سطح الصحراء فشاهدوا بئراً قطرها نحو ثماني أقدام مربعة في طبقات عديدة من الأنقاض، ولما توغلوا في الخفر، اكتشفوا الجدران، وشظايا من الخزف