للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ملك) أنواع العبادات ويتكلمون باللغة الكردية لأنهم يعتقدون بأنها لغة الله ولهم كتابان مقدسان اسم أحدهما (جاوة) واسم الثاني (مصحف رش) وفي كليهما من الخبط والخلط ما فيهما. وقد افرزنا لهم رسالة مطولة أسميناها (اليزيدية) ونشرناها مستقلة وربما جعلناها أحد فصول كتابنا (مباحث في العراق) الذي لا نزال ننشر بعض بحوثه البلدانية.

المعارف في اللواء

اشتهر العرق في القرون المنصرمة بمعارفه وآدابه وفنونه، شهرة عظيمة وبقيت جنات العلم ورياض الأدب زاهية فيه زمنا طويلا إلى أن دخلت الدولة العباسية في دور الانحطاط والاضمحلال، فتداعت صروح الثقافة والتهذيب وبدأ العراق يسير القهقرى زهاء خمسة قرون لم يشيد فيها مدرسة ولم يقم معهد علمي. ولكن الحرب التي أثارها الجشع

الاستعماري في الشرق وفي الغرب معا، نبهت الشعوب الضعيفة من رقدتها وخلقت فيها حركة علمية واسعة كان للعراق منها نصيب لا يستهان به.

وإنك لتجدن مثلا في لواء الموصل اليوم (٧١) مدرسة أميرية فيها (٧١٦١) طالبا. وتختلف درجات هذه المدارس باختلاف سعة المدن التابعة للواء المذكور وعدد نفوسها. وهي من حيث العموم ١٢ مدرسة ابتدائية ذوات خمسة وستة صفوف و٥٦ مدرسة أولية ومدرسة ثانوية واحدة وأخرى للصنائع وثالثة للمعلمات. هذا عدا المدارس الأهلية التي يبلغ مجموعها (١٩) مدرسة فيها (١٥٩٨) طالبا فيكون عدد المدارس في اللواء من حيث العموم (٩٠) مدرسة يبلغ مجموع طلابها (٨٧٥٩) بين تلميذ وتلميذة وأساتذتها (٣٤٣) بين مدرس ومدرسة.

وإذا قابلنا نصيب لواء الموصل في المدارس بنصيب بقية الألوية العراقية فيها، لما وجدنا في ذلك نسبة البتة. ففي لواء الحلة مثلا لا يتجاوز عدد المدارس العشرة وهكذا في لواء كربلاء والديوانية والكوت والدليم وغيرها. وإذا حللنا الأعذار التي تبديها السلطات المختصة بتعليل هذا التوزيع غير العادل وجدناها أعذارا واهية لا يصح أن تركن إليها حكومة يتطلب شعبها النشيط المستيقظ نهضة علمية صادقة واسعة ليستعد بها مجده المؤثل. فهل للموضوع الشاذ من حد له نهاية؟

السيد عبد الرزاق الحسني

<<  <  ج: ص:  >  >>