للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في دواوين البلغاء ولا سيما الذين تولوا منهم رئاسة دواوين الإنشاء في القرون الأولى في ما حفظ من مخاطباتهم الرسمية وبينهم الملوك والوزراء أرباب الأقلام وأمراء الكلام لوقفوا منها على ما لا تبلغه الظنون كثرة وتنوعا. فهل ينبغي اليوم أن تطرح كل هذه الألفاظ

ويحكم على مبتدعيها وهم هم بالوهم واللحن وعلى مقتفيهم بالخطأ والزلل بحجة أن المعاجم لم تنبه عليها أو لم تنص على كل صيغها ومشتقاتها.

ولا بأس أن نتوسع هنا قليلاً في نقل ما يحضرنا من الشواهد على كثرة ورود جمع مشاهير في كلام بعض الأئمة وأكابر الكتاب والمؤلفين من السلف وأول ما نبدأ منها بقول الزمخشري صاحب معجم أساس البلاغة ومكانه معروف في الحفظ واللغة في ما كتبه إلى أبي طاهر السلفي بالإسكندرية (أما الرواية فحديثة الميلاد قريبة الإسناد لم تستند إلى علماء نحارير ولا إلى أعلام مشاهير (إرشاد الأريب لياقوت ج ٧ ص ١٥٠). ومثله للحريري في درة الغواص في كلامه على إدخال ال على غير (ولهذا السبب لم تدخل الألف واللام على المشاهير من المعارف (ص ٤٣ من طبعة ليبسيك) وقبلهما في أدب الكاتب لابن قتيبة (ومنازل القمر مشاهير الكواكب التي تذكرها العرب في أشعارها) (ص ٩٧) وللحافظ أبي سعد السمعاني في ترجمته لمحمد بن منصور المعروف بعميد خراسان وكان في أول أمره من السوقة ثم بجده وكفايته ارتفعت درجته إلى أن صار من مشاهير خراسان والعراق) (تاريخ بغداد للبنداري باريس رقم ٦١٥٢ ص ٧٧) ولابن حوقل في المسالك والممالك (ابن سيرين والمشاهير من علماء البصرة (ص ١٦) وفي الصفحة نفسها من مشاهير أنهارها الأبلة) وللاصطخري في مسالك الممالك (والمشاهير من ديار العرب) (ص ١٥) ومن مشاهير مدن الأندلس جيان (ص ٤١) ولياقوت الرومي في إرشاد الأريب (ليس فيهم عشرة ضعفاء وسائرهم أعلام مشاهير) (ج ٢ ص ٢٩٦) وفي ترجمة دعبل بن علي (كان من مشاهير الشيعة) (ج ٤ ص ١٦٤) ومثله في المجلد الخامس ص ٢٢٩ والسادس من ١٨ إلى غير ذلك مما لا حاجة إلى استقصائه.

هذا في المشرق. وأما في المغرب فلابن خلدون في كتاب العبر (وإن وجد

<<  <  ج: ص:  >  >>