للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوصل إليها وصادر جماعة من أهلها وجعل ذويهم كونهم لم يقدموا له شيئا عند وصوله وحصل منهم مالا كثيرا. ثم عاد الملك المظفر إلى الديار المصرية فقتل بجانب القصير وهو في الصيد وكان المباشر لقتله ركن الدين بيبرس البندقداري أما ما كان من أمر الملك الناصر فإنه ما برح يخادع ويساق إلى التتار إلى أن وصل إلى هولاكو وقعد عنده أياما يسيرة فلما بلغ هولاكو كسر عسكره على عين جالوت وقتل كتبغانوين مقدم عسكره الذي له أمر بضرب عنق الملك الناصر وأعناق من كان معه وكانوا مائة وخمسين نفرا وكل قتله في ثامن عشر شوال من سنة ثمان (وخمسين) بمكان يعرف بقطر ذراع من أعمال سلماس وله من العمر إحدى وثلاثين سنة (كذا).

ثم استهلت سنة سبع وستين وستمائة. . . وفيها وصل رسول أبغا ولد هولاكو إلى الملك الظاهر يطلب الصلح.

(ونسي المؤلف ذكر هلاك هولاكو لعله في جزء فيه أخبار التتار ولكن هذا الجزء مفقود إلى الآن).

وقال الناسخ في آخر النسخة المنقول منها هذه الأخبار.

تم الجزء الثاني من كتاب عبرة أولي الأبصار في ملوك الأمصار والله الموفق للصواب ذلك في العشر الأخير من المحرم سنة ثلثين وسبع مائة على يد الفقير إلى رحمة ربه أحمد بن علي المعروف بالظهر الناسخ الخ.

عيره كذا وعيره بكذا

قال في مختار الصحاح (عيره كذا: من التعيير أي التوبيخ والعامة تقول: عيره بكذا) فأقول ليس ذلك كلام العامة وحدهم بل كلام الفصحاء أيضاً ففي (٢٥: ١) من الكامل (فقال خالد أطعموني ماءا وهو على المنبر (فعير بذلك) وفي ص ١١٧ منه (ولذلك عيرت بنو تميم بحب الطعام) والذي عندي أن (عير بكذا) أفصح من (عيره كذا) لأن معنى التعيير هو التوبيخ ولا وجه لنصبه مفعولين ولأن الفعل محتاج إلى (باء السببية) فنقول (وبخه بعجزه عن الكلام وعيره بحبه للطعام انظر نقدنا للأغاني في هذه الجزء)

مصطفى جواد

<<  <  ج: ص:  >  >>