للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من البحرين وقد مصرت وهي على مرحلتين من القطيف إلى الجنوب الغربي. وكان أول من عمرها وحصنها وجعلها قصبة بلاد هجر أبو طاهر القرمطي الشهير في التاريخ. لأن تلك الأنحاء كانت بيده وهي الآن قصبة البلاد المذكورة وربما أطلق عليها كلها اسم الاحساء.

وإذا أطلقت طائر بصرك على تلك الأرجاء التي تجاورها ترى فيها مواقع ومواضع كثيرة الأنقاض والأطلال والرسوم المندرسة تدلنا على أنها كانت في سابق الزمن مقاماً لطائفة من المجوس عبدة النار وذلك قبل ألفي سنة من التاريخ الحالي هذا فضلاً عن أن التاريخ يؤيد هذه الحقيقة تأييداً لا ريب فيه. ولما ظهرت النصرانية كان أهل تلك الديار أول من دان بها. وكذلك قل عن ظهور الإسلام. قال في سالنامة البصرة سنة ١٣٠٨هـ: وهي أول من أسلم أهلها من قطعات جزيرة العرب. وقال - صلى الله عليه وسلم - (هم وفد عبد القيس) (مرحباً بالوفد لا خزيا ولا نادمين) وهي أيضاً أول قطعة أقيمت فيها صلاة الجمعة بعد المدينة المنورة على ما ذكر أهل السير والتواريخ (ص ١٧٤). أهـ

ثم أنها لم تزل بعد فتوح الإسلام بأيدي عمال عمان والبحرين إلى القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) فظهر القرامطة فاستولوا عليها ثم أخذت منهم بعد حين فتداولتها أيدي عمال الولايات المذكورة. ثم استولى عليها بنو زملك زماناً غير يسير. ثم تلقفتها أيدي العربان والمشايخ تارة يستقلون بها وطوراً يلحقونها بأملاكهم حتى ظهور الدولة العثمانية. وفي سنة ٩٢٦هـ (١٥٢٠م) في عهد السلطان سليم خان الأول حينما كان سنان باشا والياً على اليمن كانت الاحساء وما جاورها من الديار تحت إدارة الدولة العثمانية وكانت داخلة في الولاية اليمانية. وفي سنة ٩٦٤هـ (١٥٥٧م) استقلت إدارتها تحت ولاية محمد باشا. ثم لما ظهرت الوهابية وكانت الدولة يومئذ في شغل شاغل عنها لكثرة ما كانت تأتيه من المحاربات والوقائع مع أعدائها أحتل الوهابيون تلك الأصقاع وامتلكوها عنوة.

ولما بلغ الدولة العلية خبر احتلالها أرسلت عساكر من بغداد ومن المنتفق ليزحفوا على الوهابيين الموجودين في الرياض وكذلك أيضاً استنفرت المصريين فاندفعوا عليهم كالسيل الجارف إلا أن بعد المسافة وقلة المياه وصعوبة ثقل المؤونة والذخيرة

<<  <  ج: ص:  >  >>