عند حزقه ويساوي سطح القالب بمكشط من الخشب. ولا حاجة إلى القول إن القوالب تكون من خشب صلب وقد تكون من الحديد. ومياومة الملين ١٢ قرشاً صحيحاً. وتحت يدي الملين فتيان يسميان (حمالين) يحملان القالب المحشو مع لوحه فيفرغانه على اللوحة المذكورة بعد أن يكون قد وضعها على متسع من الأرض نظيف وسوي ويابس. ثم يعود الحمال بالقالب فيغسله في ماء موضوع في سطل ويعيده إلى الملبن أستاذه ومياومة كل من الحمالين ٤ غروش في النهار.
وقد ينزل عدد الطائفة من ٨ إلى خمسة فيكون حينئذ حاصل كل يوم ٨٠٠ طاباقة وهذا لا يوافق النفقات إذا كانت الأشغال تتطلب طاباقاً كثيراً.
فترى مما تقد شرحه إن مجموع مصرف كل يوم لكل طائفة تعمل ألفي لبنة هو ٤٩ قرشاً صحيحاً لألف لبنة.
ملاحظات عامة
(أيام الشغل) الأيام التي يشتغل بها الطاباق ليست على السواء فالتي يوافق فيها الشغل هو
٢٠٠ يوم في السنة أي من ١٥ نيسان إلى آخر تشرين الأول وأما بقية الأيام وهي ١٦٥ يوماً فإنها كثيرة البرد والرطوبة ولا يوافق الشغل فيها لصعوبة نشوفة اللبن.
(ماء الشغل) إذا تدبرت الأبنية التي تشاد في بغداد تلاحظ أنها قد علاها غشاء أبيض بعد أيام قليلة من بنائها لا سيما سافات البناء السفلى وهو ما يسمونه بالشورة.
هذه الشورة تتولد من خروج ملح الكلس الذي كان في معجون اللبن قبل إحراقه ولذلك سببان: الأول هو وجود هذا الملح في الأرض. ثانياً: زيادة هذا الملح المذكور عند عجنه بالرجل في نقرة الدوس وذلك أنه يجلب له ماء هو ماء الآبار وهذا الماء في بغداد كثير الملوحة فيزيد على ملح الأرض الأول ملح الآبار فيزداد قدره.
فإذا أردت أن تجتنب هذا الخلل ابن مفخرتك قريباً من الشط وخذ ماءك منه لأن الماء الداخل في حجم اللبن هو نحو نصف قدر التراب الذي يتخذ منه اللبن.