للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهو باين سمث في شرحه للكلمة السريانية (ككوشتا) ص ١٨٣٠ قال: معناها: ابن عرس، ويقال له نرعم (كذا). ولا غرو أن هذه اللفظة مصفحة عن (زلم) كما جاءت صحيحة بهذا الوجه في كتاب معجم بر بهلول. لكن الزلم في دواوين اللغة هو الوبر وهو حيوان غير ابن عرس. - قلنا: هذا صحيح لكن قد ترد اللفظة الواحدة بمعانٍ مختلفة بموجب اختلاف البلاد والقبائل، وهذا من ذاك. وإلا لما جاز لهؤلاء العلماء الإثبات اللغويين المشهورين أن يذكروا ما لا علم لهم به. إذ جماعة فصحاء السريان يذكرون لككوشتا معنى ابن عرس والزلم. - هذا فضلاً عن الزلم معدول عن الزالم وهو المسرع والزلمان من أوصاف ابن عرس.

٥ - في أي لسان وردت أولاً لفظة الكلكسة ومن أي حرف

أواصل مشتقة.

من نظر إلى هذه اللفظة العربية وبحث عما يقاربها من الألفاظ في أصل مادة ك ل ك س لا يقع على ما يبل صداه. فالكلمة إذا معربة عن (كركوشتا) الكلدانية القديمة. ومنها بالسريانية (ككوشتا) وإبدال الراء لاماً والشين سيناً أمر مشهور لا يحتاج إلى إثبات وهو كثير الورود في لغتنا العربية. وهي مشتقة في الأصل من مادة ك ر ك التي تقرأ أيضاً ك ر خ بالكلدانية. والمادة تدل على الدور والإدارة والبحث والتفتيش وهي مادة تكاد تكون بهذا المعنى في جميع اللغات ومنه: الكرخ: اسم لكل مدينة كانت تبنى مدورة مسورة. ومن ذلك (كرخ بغداد) لأنه أول ما بنى كان على هيئة مدورة مسورة. ومن هذا الأصل أيضاً

الجرخ بالفارسية وهو الدولاب. وأنظر الألفاظ اللاتينية واليونانية وما يتفرع منها في اللغات الإفرنجية على اختلاف أنواعها، تر العجب العجاب. إذ كلها تفيد الدور والإدارة والاستدارة والبحث والتفتيش. وكل ذلك من صفات الكلكسة أو ابن عرس.

<<  <  ج: ص:  >  >>