للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأمير محمد ابن سعود

وسار هذا الأمير سيرة حسنة في الناس إذ رفع المظالم وأبطل المكوس والضرائب وعاضده على ذلك أخوه ثنيان الأكبر فقويت شوكته وامتدت سطوته وناهض الاستبداد أشد المناهضة وحاول الاستيلاء على جميع جزيرة العرب في حياة أخيه ثنيان إلا أن الأخير مات في سنة ١١٦٠هـ (١٧٤٧م) فلم ينل محمد ما كان ينويه ثم مات هو أيضاً في سنة ١١٧٠هـ (١٧٥٦م) فقام بالإمارة بعد ابنه:

الإمام عبد العزيز بن محمد

الذي هو أيضاً سار سيرة حميدة في القوم ولم يبتعد عن سنن والده وحاول تحقيق أمنية أبيه من إخضاع جزيرة العرب كلها لإمارته فدانت له نجد كلها وكل ما في أطرافها المترامية الأكناف فاتسع نطاق ملكه وكان مغواراً لا يمل من المحاربة والمقارعة وكان يباشر الملاحم بنفسه حتى كبر. وقد كانت وفاته قتلاً إذ أغتاله رجل رافضي من أهل العمادية (من ديار الجزيرة) جاءه لهذه النية السيئة وكان ذلك في نهار الجمعة في صلاة العصر في جامع الدرعية سنة ١٢١٨هـ (١٨٠٣م) فتولى زمام الأمر بعده ابنه:

الإمام سعود بن عبد الله

تولى هذا الأمير ديار نجد وجند جنوداً تزيد على ٤٠٠ ألف رجل بين فارس وراجل واخضع سائر ديار جزيرة العرب وحاول مناهضة الملوك الحاكمين على أطراف الجزيرة واستخلاصها من أيديهم. وقد توفق لشيء كثير من ذلك ومن عجيب أمره إنه لم تهزم له راية قط. وقد كان عالماً ذكياً حسن الخط مجيد القراءة الصحيحة. وقد كان من الهيبة والأبهة والجلال ما يبهر عيون الناظرين وكان فصيح الكلام إذا تكلم أنصت له جميع السامعين. ثم توفى في سنة ١٢٢٩هـ (١٨١٤م) وتولى بعده ابنه:

الإمام عبد الله بن سعود

فسار سيرة والده في القوم إلا إن أخوته ما كانوا يوافقونه كل الموافقة وكان لا يستطيع مخالفتهم فنازعه أخوه سعود بن فيصل بن سعود فكان كل منهما يأمر وينهى في الشؤون على خلاف ما يقطع به أخوه وللحال تفرقت كلمتهم ونفر منهم فئام من العرب واتسع الخرق في قوتهم فانتهزت الحكومة المصرية هذه

<<  <  ج: ص:  >  >>