للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى قوله يشد الفيلم بالدركة وهم يقولون (يربط) ويطرحه في الماء أو يربط تورية ويضعها في الماء أيضاً فإذا فطن لذلك الملاح يناديه (فيلمك توريتك) أي أخرجهما من الماء وإذا لم تجز حيلته هذه عليهم يضع قصبة بين السكان والميل مما يلي الماء.

ومن دهائهم إن السفينة المسبوقة إذا أراد صاحبها سبق مجاريها في السبق وقد سارت السابقة بعيدة عن الجرف ويسمون مثل ذلك (عاليا أو صاعداً) يأتيه المسبوق من الأسفل ويصد عنه الهواء ويسبقه ولكن ليس بهذا السبق عند أهل السفن فخر وقد يأبى بعضهم ذلك فيسبق سابقه في العالي أيضاً ويحرز فخر السبق وهذه السفينة هي الممدوحة في السير ونقيض الصاعد والعالي عندهم هو (الأسفل) والأسفل قرب الجرف وهذا السير غير ممدوح.

ومن براعتهم إذا كانت السفينة منشورة الشراع ولها أخرى تسابقها في السير ثم طارت في تلك الأثناء فتيلة (أي شيء من مادة القلفاط) من السفينة السابقة مما يلي الماء وخاف الناخذاة سبقها يربط نفسه بحبل ويرمي بها في الماء ويقلفته وهو غاطس في الماء والسفينة جارية كالعادة لا تفتر عن سيرها.

وإذا طارت منها اشخاصة وقد خشي الغرق وكان شراع السفينة الوسطاني أو الصغير منشوراً يطويه في الحال وينشر الشراع العود ويقذف السفينة على الجرف فيسلم من الغرق ويجعل عذره لدى سابقه فعل الهواء أو الشراع الذي قذف بسفينته على الجرف.

ومن هممهم إذا اختلف الهواء وصار (كرفيا) (برخصون الجوش) أي يحلونه ويجلس عليه الملاح وهم يقولون (يبرك) بضم فسكون ويقول الناخذاة (شيلوا الجوش من العمراني إلى الشرت سريعاً، طيرو بيوار، احجس بالجوش، فك لدامن، خاير) ومعناه (ارفعوا وأقلعوا وقوموا الفرمل مع الدقل) وعند ذلك يستريحون ويأمن من الخطر جميع (الجوقة).

٣ - ما فاتنا من أسماء السفن

سفينة (بشرة) بفتح فسكون واسعة الصدر و (بيص) بكسر فسكون ملمومة أو مجموعة الصدر. وهذه تطلب ماءً كثيراً ويسمى صدرها الملموم (قلداً)

<<  <  ج: ص:  >  >>