الكندي مما يحرص على تقييده وتدوينه - ومن هذا القبيل ما جاء في ص ٢٥٢: ١٦ وهو قول المؤلف في نقل أبيات اسمعيل بن أبي هاشم ومنها هذا البيت:
وكأن وجوههم إذا أبصرتها ... من فضة مصيوغة أو عاج
وأورد (مصبوغة) بباء موحدة أي مصبوغة. وقال عنها في فتح المغلق:(تنظر إلى رواية الخطط (فضة بيضاء) والأصح مصيوغة كما قيل في مبيعة ومخيطة مبيوعة ومخيوطة ومعنى مصيوغة هنا مخلوقة خلقة حسنة كأنها من فضة أو من عاج. - ومن هذا القبيل ما جاء في ص ١٨٠: ١٦ قول المؤلف: (فتقاتلوا فاستأمن من أبو السرور في جمع كبير إلى ابن طاهر ثم تخامروا) فقال في مفتاح المغلق: إن المعنى هنا مرتاب فيه والظاهر إن المراد به (تصالحوا). قلنا: إن أبا تمتم لما نظم أبيات هذه الوقعة قال في آخرها:
توخوا أمان الاريحي ابن طاهر ... فمن فارسٍ يأتيه طوعاً وراجل
فيكون معنى تخامروا ذلوا وخعضوا وهو ما جاء به صاحب اللسان والتاج وغيرهما. - وجاء في ص ٤١٦: ١ وكان عمرو بن خالد يلزمه ويترسل إليه وكان أيضاً يكتب له. فقال في مفتاح المغلق: معنى ترسل تأنى في القراءة. قلنا: ولا يمكن ذلك هنا والمانع هو قوله (إليه) والأصل إن الترسل في هذا الموطن بمعنى المكاتبة ومنه صناعة الترسل وهي كتابة الرسائل ومعنى العبارة إنه كان يكاتبه وفي بعض الأحيان حينما يكون بجانبه (يكتب له) أيضاً أي الغير عن لسان صاحبه. - ومما يطوي على هذا الغر ما جاء في ص ٤٠٠: ٤ في إيراد هذا البيت ليحي الخولاني: قد كشف الخف من ضلالته ... في عصبةٍ من مسالم الحرس
فقال في فتح المغلق:(الظاهر إن المسالم جمع مسلماني وهو الحديث الإسلام.) قلنا: إننا نرى إن المسالم هنا مصحفة عن المسالح ومسالح الحرس جمع مسلحة وهم القوم ذوو السلاح فيستقيم المعنى وإلا لا يتصور إن شاعراً عربياً قحاً يدخل في شعره لفظة مثل مسلماني المخالفة للأصول العربية بالمعنى الذي يعقده الشارح بناصيتها. - ومما يدخل في هذا الباب شرحه لهذه العبارة:(حتى ترابي عليه دين كثيرة) في ص ٣٣٧: ٦ فقال: لعل معناه اجتمع عليه دين بالفائدة أي الربا قلنا: ومعنى ترابي: تكاثر فكما قالوا تكاثر من الكثر قالوا ترابي