للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وللرشيد لواء يستظل به ... تساق من خلفه جند وأبطال

وللسلاح صليل فوق هامهم ... وللغبار وراء القوم أذيال

كأنني بك والمأمون منقلب ... إليك والخيل ارعال فأرعال

والناس تنظر والأبصار شاخصة ... والجند تعرض والأثقال والمال

لي في فنائك شغل أن اعوج به ... من الأسى ولقلبي فيك أشغال

أطوف فيك وأستبكيك من جزع ... وللمدامع إرسال فإرسال

قد أخلقتك الليالي في تقلبها ... وغيرت منك أبكار وآصال

أأنت تخلب الباباً لنا ونهىً ... أم ذاك منا على الإجلال إجلال

يا أرسماً رصنت آثارها فهوت ... كما رمى بالجبال الشم زلزال

ما كنت اعلم في ما كنت اعهده ... أن المعاقل كالكثبان تنهال

الباب باق وبعض الباب دارسة ... منه الطلول ومن حوليه اهجال

أبت نواحيك بخلاً أن تكلمنا ... ونحن في دارس الأطلال سؤال

يبقى البناء ولا يبقى البناة كما ... يبقى من الشعب بعد الشعب أعمال

وللمعاقل آجال مقدرة ... أيامهن كما للناس آجال

نابتك نائبة هدت ذراك وقد ... غالت بنيك من الأعجام أغوال

جار العلوج على من شيدوك وقد ... مالت بهم لضياع العهد إذ حال

أرضاك إن جاءك الأعجام فاندثرت ... منك الأعالي وخابت منك آمال

أني لأشكر ما أوليت من نعم ... لما أتوا ولهم في السير إجفال

إذ كنت تحفظ دار الملك دونهم ... أن يستقل بدار الملك أنذال

ما سامك العجم خسفا غيروك به ... وفي رتاجك دون العجم أقفال

قد مارسوك فأعيتهم ممارسة ... أن يفتحوك وأن يفتك أشكال

حفظت عهد رجال أسسوك فما ... للعهد نكث ولا للحفظ إغفال

ثم اطمأنوا إلى من يمكرون بهم ... كما اطمأنت إلى الآساد أوعال

فاسترسلوا في أمور الملك فأنهدمت ... عروشهم فتولى الأمر أرذال

<<  <  ج: ص:  >  >>