للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البديع سماها (درر الكلام، ويواقيت النظام) واثبت فيها من نثره في باب الملامعة قوله في من آلف الرسالة باسمه، مكي الحرم، برمكي الكرم، هاشمي الفصاحة، حاتمي السماحة، يوسفي الخلق، محمدي الخلق، خلد الله ملكه، وأجرى في بحار الاقتدار فلكه) اهـ.

فههنا خطاء خطير لم اهتد إلى سببه تماماً وهو أن هذا الكتاب الذي ذكره في البديع ونسبه لأبن الابزر وأورد نبذة من إنشائه فيه ليس له ولا هو مؤلفه وإنما صاحبه متقدم من أدباء القرن السابع فأين هو من القرن الحادي عشر؟ أما الحجة التي ندعم بها مدعانا وهو اشتباه صاحب السلافة في نسبة هذا الكتاب إلى غير مؤلفه فهي تتوقف على أن يكون الكتاب

الذي نعني هو بعينه ما عناه السيد علي خان لأنه يجوز أن يطلق اسم واحد على مسميات متعددة وهذا كثير في أسماء الكتب والأعلام الشخصية وغيرها غير أن صاحب السلافة نفسه كفانا هذا الأمر فأنه أورد من الكتاب نبذة في باب الملايمة نموذجاً من نثر المؤلف الذي زعمه، وهذه الجملة بنصها وفصها مثبتة في باب الملايمة من نسخة الكتاب التي عثرنا عليها. إذاً فالكتاب المعني واحد لا اثنان

إذا ثبت ذلك فليعلم أن زمن وضع هذا الكتاب اقدم مما ظن صاحب السلافة بكثير وإذا فرضنا أن ابن الابزر من معاصريه كما هو الواقع فيكون كتابه هذا قد آلف له قبل ولادته بثلاثة قرون ونصف قرن (سنة ٦٨٤) وتكون نسختنا المخطوطة منه سنة ٩٥٩ خطت قبل أن يولد مؤلفها بنحو قرن أيضاً. ولا ادري كيف اختلط الأمر على السيد علي خان وهو من مشاهير المؤلفين في الأدب القديم وخاصة في البديع موضوع هذا الكتاب وكذلك لا يعلم تحقيقاً من الذي دلس الكتاب الذي يلزمنا تعريفه والكلام عليه.

الدرر مختصر في البديع ذو ٨٤ قائمة متوسطة منه نسخة عندنا مخطوطة خطاً مقبولا جاء في آخرها ما نصه:

انتهى مسطور النسخة المباركة على يد الفقير إلى الله أكبرهم جرما، وأصغرهم جرما، العبد ناصر بن عبد علي بن ناصر الحلاوي عفى عنهما وذلك يوم الأحد ٣ ربيع الأول موافق ٢٧ شباط الرومي تقريبا (كذا) من شهور سنة تسع وخمسين وتسعمائة هجرية في بلد الحلة السيفية حماها الله من كل بلية من أرض الكوفة بابل،

وعلى هذه النسخة تعاليق كثيرة مخطوطة خط الاصل؛ جلها استدراك

<<  <  ج: ص:  >  >>