والى وجود الكلم التركية قال الرصافي:(بينما كنت واقفاً مع الواقفين على جسر سامراء تقدم إلى رجل فقال: أين تريد؟ قلت: أريد العبور إلى سامراء. فقال: أأنت (قالي)؟ وفخم اللام. فلم افطن لما أراد. فقلت: وما تعني يا هذا؟ فأعاد على الجملة الاستفهامية وزاد فيها كلمة (هنا). فلم افهم أيضاً. فقال: أمقيم أنت هنا أم لا؟ فقلت: لا. وحينئذ علمت أن كلمة (قالى) قد أخذها من (قالمق) بمعنى البقاء في اللغة التركية. ولهذا الكلمة اليوم نظائر كثيرة في لغة العامة. فانك تسمعهم يصرفون الأفعال والأسماء تصريفاً عربياً من مصادر تركية فيقولون (لا تبوز فكري) أي لا تشاوشه. يأخذونه من بوزمق. ويقولون:(أنا اجالش) أي أسعى. من (جالشمق). وتغلب هذه الألفاظ على أفراد الجند ومأموري الحكومة من أبناء العرب فتسمع الجندي يقول للجندي:(اذهب داكش النوبة) أي بدلها. من (دكشدرمك) ويقول: (سبرك الأرض) أي اكنسها من (سبورمك). ويقول:(أنا أسيل تفكتي): امسح
بندقيتي وأجلوها. من سلمك. وقد اجتمعت مرة واحدة بأحد مأموري الحكومة ببغداد في مجلس حافل فاخذ يكلم بعض الحاضرين هكذا: