للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن يشرب على ظمأ حميما ... فليس بناقع منه اللهابا

فراق لا أعاتب فيه ليلى ... فليلى ليس تحتمل العتابا

وقلت سأحمل الأعباء وحدي ... ولا أشكو شقائي والعذابا

ولكني شكوت هموم نفسي ... ليلى حين أكبرت المصابا

وكانت لا تزال هناك ليلى ... فتاة مثلما كانت كعابا

وأنت مصدقي لو أن ليلى ... أماطت عن محياها النقابا

وأني كلما ليلى أرادت ... بعادا زدت من ليلى اقترابا

لقد سألتا فآلمها جوابي ... وأن لكل سائلة جوابا

أطالب بالحقوق وكل حر ... قمين أن يطيل بها الطلابا

وهل تخشى يد كتبت بصدق ... دفاعا عن كرامتها تبابا

ويممت المواطن نائيات ... حثحث من مسارعتي الركابا

ولم يك مركبي إلاَّ قطارا ... جرى للأرض ينتهب القبابا

رأيت النار وهي لها ازيز ... بمرجله تشق به اليبابا

سرى والليل معتكر بهيم ... يجر وراءه غرفا رحابا

وأسرع لامسا صدر الفيافي ... يجوب السهل منها والهضابا

يمر على البقاع وهن عفر ... وليس يثير في المر الترابا

يشق بصدره البيداء شقا ... كما صدعت بك الفلك العبابا

على خطين مدا من حديد ... متين لا ترى لهما انقضابا

وكم من شقة بعدت طواها ... وكم من بقعة قصواء جابا

فأوصلني القطار إلى دمشق ... بيوم واحد للنفس طابا

وسرنا نبتغي بغداد منها ... على سيارة مرقت ذهابا

فجئناها كذلك بعد يوم ... سوي لم نلاق به الصعابا

فكنت كطائر ألفى بعش ... بناه حية فمضى وثابا

<<  <  ج: ص:  >  >>