للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - الأمطار في بغداد وسائر أنحاء العراق

انهمرت مياه السماء في مساء ٧ ت٢ ولم تنقطع إلاَّ في مساء ١١ منه ثم عادت إلى السقوط في ١٦ إلى ٢١ منه بأوقات متفاوتة وبمقادير مختلفة وهو أمر لم يشاهد مثله وبهذا الوفر في شهر تشرين الثاني من السنين المارة. فقد هطل في هذه الأيام ما جاوز خمس عقد (انجات) ودونك مقابله ما هطل منه في الأيام الماضية بما تدفق منه في هذه الأيام إلى ٢٠ من ت٢

سقط من المطر في تشرين الثاني من سنة ١٩٢٢ ما يساوي ٠. ٠٧ من العقدة (الانج)

سقط من المطر في تشرين الثاني من سنة ١٩٢٣ ما يساوي ٠. ٠٢

سقط من المطر في تشرين الثاني من سنة ١٩٢٤ ما يساوي ٠. ٠١

سقط من المطر في تشرين الثاني من سنة ١٩٢٥ ما يساوي ٠. ٤٥

سقط من المطر في تشرين الثاني من سنة ١٩٢٦ ما يساوي ٥. ٠٠

وأعظم مقدار وقع من المطر كان في سنة ١٨٩٤ إذ بلغ ٤ عقد و٨٤ جزءا من المائة واعظم من هذا القدر كان في شهري شباط وآذار من سنة ١٨٩٠. إذ بلغت في شباط ٥ عقد و٩٠ من المائة. وفي شهر آذار ٥ عقد و٧ من المائة.

ومن غريب أمر هذه الأمطار أن الليالي كانت صاحية والانهرة ماطرة.

وبعد أمطار ٢١ ت٢ أوشكت المدينة على الغرق من تهطال الأمطار. فلقد أضحت الشوارع والأزقة جداول وبحيرات. أما الجادة الكبرى فلقد كانت نهرا حقيقيا بطولها وعرضها وعمقها فبعثت أمانة العاصمة بخنزيرة (بآلة رفع) ذات ست عقد لجر المياه وتسريبها إلى النهر واشتغلت طول الليل بل مدة ٩ ساعات إلى أن قذفتها في دجلة.

ثم تابع موظفو الأمانة دفع المياه إلى دجلة في بقية الشوارع والمحلات.

وأما في الأيام التي سبقت وكانت في العقد الأول من الشهر أرسلت بمضخات الحريق لا للإطفاء، إذ لا نار هناك، بل لتنقل المياه والأوحال المتراكمة في الشارع الأعظم. وهذه المرة الأولى من حياتنا رأينا مضخات الإطفاء تتخذ لتنشيف الطرق وتنظيفها. فوزعت المضخات على الوجه الآتي:

المضخة الأولى للحريق لإزاحة المياه المتراكمة أمام وزارة الأوقاف وفندق مود.

<<  <  ج: ص:  >  >>